تواصِل الاستثمارات في البيئة الريادية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تجاوزَ التوقعات؛ وتحقيق الأرقام القياسية، ففي عام 2021
وفي دراسة أجراها موقع ومضة، وصلت الاستثمارات إلى 3 مليار دولار أمريكي في 639 صفقةً، ويمثل هذا المبلغ ثلاثة أضعاف الاستثمارات التي حصلت عليها الشركات الناشئة في العام الذي قبله، وعلى الرغم من النمو الكبير في الاستثمارات، فإن الشركات الناشئة التي ترأسها سيدات حصلت على أقل من % 1 من هذه الاستثمارات في 2021.
ومن بين 482 شركةً ناشئةً حصلت على استثمارات بقيمة 2.4 مليار دولار تقريبًا في الأشهر التسعة الأولى لعام 2022 ، استطاعت 38 شركة فقط ترأسها سيدات الحصول على % 2 من إجمالي قيمة الاستثمارات، وإذا ما نظرنا إلى الشركات التي يرأسها فريق مختلط من السيدات والرجال، فسنجد أن المشهد يتحسن إلى حدٍ ما، لكن الفجوة بين الجنسين لا تزال موجودة.
تتشابه الاتجاهات الاستثمارية في المنطقة مع الاتجاهات التي نشهدها في مختلف أنحاء العالم، إذ تحصل الشركات الناشئة التي يرأسها الرجال على الغالبية العظمى من قيمة الاستثمارات والصفقات؛ وهي مشكلة لا ترتبط كثيرًا بنقص الشركات التي تستحق الحصول على استثمارات، لكنها وطيدة الصلة بنقص التمثيل النسائي، والتحيز اللاشعوري في المجتمع الاستثماري الذي يهيمن عليه الرجال، ووفقًا لتجربة أجراها باحثون من كلية كينيدي بجامعة هارفارد، وجدوا أن قرابة % 70 من المستثمرين يفضلون العروض التقديمية التي يقدمها رواد الأعمال مقارنةً برائدات الأعمال حتى في حالة تقديم محتوى العرض نفسه.
إن سد فجوة الاستثمار بين الجنسين وإتاحة المشاركة المتساوية أمام مزيد من رائدات أعمال قد يؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم بنسبة تصل إلى % 6، وفقًا لتحليل أجرته Boston Consulting Group مجموعة بوسطن للاستشارات ، ومن ثَمَّ إضافة 5 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي.
إذا أتُيحت فرص ريادية متساوية أمام مزيد من النساء ليتمكَّن من تجميع الثروات، ستبدأ فجوة الثروة بين الجنسين في التقلص، والتنوع بين الجنسين في البيئة الريادية من شأنه دعم نمو الشركات التي تمتلكها سيدات، مما قد يؤدي في النهاية إلى إطلاق العنان لأفكار وخدمات ومنتجات جديدة في الأسواق وإعادة تعريف المستقبل.
نشرموقع “ومضة” هذا التقرير بالتعاون بين Tie Women و Tie Dubai بناءً على إجابات 125 سيدة ممن أسسن شركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التقرير الذي يسعى إلى فهم المشاعر والتحديات التي تواجه رائدات الأعمال عند محاولة الحصول على استثمار.
بغض النظر عن نوع المؤسسين، واجه المؤسسين المنفردين صعوبة في جمع التمويل مقارنة بالفرق المؤسسة، حيث تبين أن الممولين يفضلون عادة أن يتكون فريق التأسيس من فردين أو ثلاث، وذلك ليتشاركوا عبء إطلاق عمل تجاري والتأكد من تطبيق الضوابط وموازنة عملية اتخاذ القرار.
المصدر: ومضة