أجرى باحثون عسكريون صينيون تجربة جديدة ومميزة لاختبار قدرات الذكاء الاصطناعي في توجيه الطائرات مقابل الطيارين البشر.
وتضمنت التجربة طائرتين خفيفتين، إحداهما تحت توجيه الذكاء الاصطناعي، فيما يتحكم بالأخرى طيار بشري لكن عن بعد وليس ضمن الطائرة نفسها.
أظهر الذكاء الاصطناعي قدرة كبيرة على المناورة والتعامل مع حركات وهجمات الطيار البشري.
وعلى الرغم من أن التجربة أعطت للطيار البشري أفضلية المناورة أولاً، فقد كان الذكاء الاصطناعي قادراً على توقع تحركاته وتحليلها والاستجابة لها في كل مرة تقريباً.
حتى عندما قام الطيار البشري بتنفيذ مناورات مخصصة لتضييع الطائرة الأخرى أو التخلص من ملاحقتها عبر تغيير الاتجاه والسرعة بشكل سريع، كان الذكاء الاصطناعي بالمرصاد لتلك التحركات.
وكانت الميزة الأهم ربما هي قدرة الذكاء الاصطناعي على تنفيذ مناورات لا يمكن للبشر القيام بها لأنها خطرة عليهم ومن الممكن أن تتسبب بفقدان الوعي للطيارين.
بعد 90 ثانية فقط من بداية التجارب، قام الباحثون بإنهاء التجربة لأن الطيار البشري لم يتمكن من تفادي خصمه المشغل بالذكاء الاصطناعي بشكل متكرر.
وفي معركة حقيقية، يقدر الخبراء أن الذكاء الاصطناعي كان سيتفوق بوضوح في هذا النوع من المواجهات.
ضمن الورق البحثية التي وثقت التجربة، قال الفريق المسؤول عنها: “لقد بتنا على أعتاب حقبة المعارك الجوية التي يتفوق فيها الذكاء الاصطناعي. […] الطائرات ذات قدرات اتخاذ القرار بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تتفوق تماماً على البشر من حيث سرعة الاستجابة.”
قبل أسابيع فقط، كانت الولايات المتحدة قد كشفت بدورها عن تجربة قامت بها وتضمنت تحكم الذكاء الاصطناعي بطائرة مقاتلة والدخول في مناورات متعددة طوال 17 ساعة متواصلة.
لكن وعلى عكس التجربة الصينية، قام الفريق الأمريكي بالتجربة على طائرة مقاتلة على طراز F-16، لكن مع طيار داخلها يمكنه تولي القيادة بدلاً من الذكاء الاصطناعي في حال حدوث أي طارئ.
مع تطوير تقنيات التحكم بالطائرات الحربية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بات هناك قلق متزايد بين المستخدمين من مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعات الدفاعية.
وبالنظر إلى أن العديد من الخبراء باتوا يرون معارك المستقبل تخاض بين أسلحة ذاتية التحكم، قد لا تكون الأخطار التي يتناولها الخيال العلمي من حيث “تمرد” الذكاء الاصطناعي محصورة بصفحات الكتب وشاشات التلفزة.
