قلعة السماء، هذا ما يطلق على الصخرة العملاقة “سيجيريا” فى سيريلانكا، التي تعد أحد أشهر المعالم السياحية في البلاد.
الصخرة شديدة الانحدار لدرجة أن قمتها تتدلى من الجانبين، وترتفع إلى ارتفاع 1144 قدمًا (349 مترًا) فوق مستوى سطح البحر، وتبلغ ارتفاعها حوالي 600 قدم (180 مترًا) وسط مساحات واسعة من الحدائق والخزانات والهياكل القديمة، وتحتوي على 1400 درجة سلم من الحجارة، يجب على الزوار صعودها من أجل الوصول إلى القمة التي تشبه القلعة المحصنة.
ويحمل القصر الموجود فى قمة هذه الصخرة الشهيرة أكثر من مسمى فإلى جانب تسميته “قلعة السماء”، عرف أيضًا باسم “قلعة الأسد”، وهو عبارة عن قصر مهجور يقع فى منطقة متالي، وينجذب إليها كل عام الآلاف من السيّاح، وذلك لغرابة شكله وتصميمه الطبيعي.
ويأتي اسم “قلعة الأسد”، من تمثال الأسد الذي يقع في مدخلها، وعلى الجزء العلوي من الصخرة يوجد بقايا من المملكة السنهالية، ويوجد أيضًا حول الصخرة بحيرة كبيرة مملوءة بالتماسيح، التي تحمى الصخرة من الأعداء حال وصلوا إليها، ويوجد للقلعة من الأسفل أرجل تشبه أرجل الأسد. ومن الملاحظ أيضًا وجود 21 لوحة صخرية لأبسارا (مغنيون وراقصون سماويون).
سيجيريا، هي مدينة تاريخية قديمة تقع على بعد نحو 170 كم من كولومبو عاصمة سريلانكا، شمال شرق البلاد، وتعتبر من أهم المواقع الأثرية في العالم، وقد صُنفت عام 1982 على أنها أحد مواقع التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
واللافت هنا أن خيانة الملك كاشيبا، وهو ملك سريلانكا في الفترة من 473 وحتى 495، كانت سببًا في وجود هذا الأثر التاريخي، فهو صاحب تلك القلعة أعلى صخرة سيجيريا، التي بناها خوفًا من انتقام أخيه بعد استيلائه على العرش وقتل أبيه الملك داتوسينا، حيث اشتهر الملك كاشيبا بحبه للسلطة وجمع الأموال، لكن نهايته لم تكن أبدًا كما أعد لها، فهناك أعلى تلك الصخرة وداخل قلعته الخاصة قرر الانتحار قتلًا بالسيف بعد هزيمته أمام أخيه موجلانا الذي أصبح فيما بعد الملك “موجلانا الأول”.
وكان كاشيبا هو الابن الأكبر للملك داتوسينا إلا أنه لم يكن الوريث الشرعي للعرش، وذلك لأن أمه لم تكن من أصول أرستقراطية أو ملكية، وذلك على عكس أخوه موجلانا الذي كان يتمتع بهذه الميزة ما أهله لأن يصبح وريثًا للعرش خلفًا لوالده، وظل كاشيبا لفترة طويلة يخطط للحصول على الحكم من خلال استرضاء والده لاتخاذ هذا القرار، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل فقرر الإطاحة بوالده من الحكم وساعده على ذلك “ميجارا” أحد رجال البلاط الملكى، والذي كان يكره الملك أيضًا، ومن هنا بدأ التخطيط للانقلاب على الملك.