حالة من العسكرة والتعبئة تجتاح أوروبا وآسيا الوسطى خلال الأشهر الماضية، مع اقتراب دخول العملية العسكرية في أوكرانيا عامها الثاني وسط تصاعد لحدة القتال والصدام بين الغرب وواشنطن من جانب وروسيا وحلفائها من جانب أخر.
السويد تتأهب
السويد بدأت خلال الأشهر الماضية بجانب تقدمها لعضوية الناتو في العمل على رفع عدد الجنود المحترفين وجنود الاحتياط وموظفي الخدمة المدنية وسائقي الحافلات وحاضنات الأطفال الذين تلقوا “مهمة الحرب” بنسبة 16 بالمئة.
وهنا يقول الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية لمايكولا بيليسكوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الجميع في أوروبا يدرك أن أوكرانيا تخوض الحرب نيابة عنهم، موضحا أن موسكو ستنقل رقعة الصراع إلى بلدان أخرى نتيجة عدم قدرتها على حسم ما أطلقت عليه عملية محدودة حتى الآن وصمود الدفاع الأوكراني.
ومن هذا المنطلق تستعد معظم دول أوروبا والمجاورة لحدود روسيا بحسب بيليسكوف، فالسويد بدأت تسرع منذ بداية الحرب من عملية انضمامها للناتو بخلاف اتخاذ عدة إجراءات تأمينية منها تهيئة المجتمع لحرب قادمة وكيفية تنظيم الدفاعات لصد أي هجوم، وأوضح أن التجربة الأوكرانية ستكون مصدر إلهام لعديد من الدول في الدافع عن أرضها.
وبحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية أرسلت وكالة الحماية المدنية في السويد لأكثر من 121 ألف شاب، رسالة لإبلاغهم أنهم الآن جزء من “الدفاع الكامل”، ولديهم “التزام بالمساعدة في حالة الحرب أو التهديد بها”؛ كما تم إرسال كتيب بعنوان “في حالة نشوب حرب أو أزمة” إلى 4.9 ملايين أسرة عبر صناديق بريدهم، لشرح كيفية الاستعداد للأسوأ.
صواريخ اليابان
ويتوقع الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، أن تشهد آسيا الوسطى، وبالأخص عقب إعلان اليابان نشر صواريخ تفوق سرعة الصوت على الجزر الحدودية، حالة من هيستريا العسكرة.
ويؤكد لمايكولا بيليسكوف أن العلاقات بين موسكو وطوكيو ستشهد مزيدا من التوتر الأيام القادمة لعدة أسباب بعيدا عن ملف نشر اليابان الصواريخ الأميركية على عدة جزر؛ ومنها:
• إجراء اليابان مناورات واسعة النطاق بالاشتراك مع الولايات المتحدة ودول أخرى يثير حفيظة موسكو.
• اختبار أنواع جديدة من الصواريخ والأسلحة التقليدية قرب أراضي روسيا.
• الدور الياباني الحليف مثار لانتقادات الروس لسماحه للأميركيين بالمزاحمة في شرق آسيا.
خطة أميركية
أوليغ أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة “فولسك” العسكرية الروسية، يقول إن ما يحدث من عسكرة حول حدود روسيا هو مخطط أميركي بعد كشف ما كان يحدث في أوكرانيا ومحاولة تهديد حدود بيلاروسيا.
ويُضيف أوليغ أرتيوفسك، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن روسيا لن تبدأ بالاعتداء بل سبق تحذيرات واعتراضات على دور واشنطن والغرب في الحدود ومحاولة تهديد الأمن الروسي، وهو ما دفع الكرملين لسرعة التحرك لإفشال هذا المخطط الذي ظهر جليا بالدعم السخي من الأسلحة لكييف.
وحول خطوة اليابان نشر صواريخ توماهوك أميركية على الجزر الحدودية، يقول الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة “فولسك” العسكرية الروسية، إن تلك الخطوات تستند في المقام الأول على خطة أميركية لتطويق الصين في المقام الأول واستفزاز روسيا ومحاولة إقحام طوكيو بشكل رسمي في الصراع الحالي كطرف.
وتستعد اليابان لإنشاء قاعدة عسكرية عملاقة في جزيرة ماجيشيما غير المأهولة بناءً على طلب أميركي، وتبلغ مساحة القاعدة 8 كيلومترات وتقع في محافظة كاجوشيما الجنوبية الغربية.
المصدر: سكاي نيوز عربية