أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الاتفاق بين بلاده والسودان بشأن إنشاء مركز لوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان “في طور التصديق”، فيما أكدت الخرطوم حضورها القمة الروسية الإفريقية.
وقال لافروف للصحافيين: “فيما يتعلق بالاتفاق على إنشاء نقطة دعم مادي للبحرية الروسية في السودان، فهو الآن في طور التصديق”.
كان الوزير الروسي التقى، الخميس، رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في الخرطوم التي وصلها، الأربعاء، في زيارة ضمن جولة إفريقية تهدف إلى توسيع نفوذ روسيا في القارة الإفريقية، بالتزامن مع محاولات الدول الغربية عزل موسكو بالعقوبات على خلفية غزو أوكرانيا.
من جانبه أكد البرهان على التزام المؤسسة العسكرية بالخروج من العملية السياسية في البلاد.
ونقل بيان لمجلس السيادة عن البرهان قوله إن خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية يأتي “تمهيداً لتشكيل حكومة مدنية تقود لاستكمال الفترة الانتقالية، وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة”.
الموقف من الحرب
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوداني علي الصادق، أعرب لافروف عن دعم موسكو للحل السياسي في السودان، مشيداً بـ “الموقف الإفريقي من الحرب”.
وشدد على ضرورة أن يكون الحوار الوطني بين السودانيين “بعيداً عن الإملاءات”. مشيراً لدعم موسكو سعي السودان لـ “رفع العقوبات المفروضة عليه”.
وتابع: “ناقشنا التنسيق المشترك في المحافل الدولية، وإصلاح مجلس الأمن الدولي، على خلفية محاولات الغرب عرقلة إنشاء النظام متعدد الأقطاب حيث يتمتع الجميع بفرص متساوية”.
وثمن الوزير الروسي “الظروف المناسبة التي تقدمها السلطات السودانية لعمل الشركات الروسية في السوق السودانية لجذب الاستثمار الروسي إلى السودان”، مشيراً أن الجانبين بحثا “التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والإنسانية”.
وأوضح لافروف أن وجهات النظر متوافقة في عدد من الملفات الإقليمية، أبرزها ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية.
وأشاد بموقف القارة قائلاً: “اتخذ الأصدقاء في إفريقيا موقفاً مسؤولاً وبناءً منذ بداية الأزمة الأوكرانية بعد فشل اتفاقية (مينسك-2)، أعلنوا بإجماع تبني الحياد، وأعربوا عن استعدادهم تقريب وجهات النظر والبحث عن أرضية مشتركة من أجل التسوية”.
وتساءل عن حجم الزيارات المكوكية للغرب، مشيراً إلى أن “إجبار الغرب الدول على تغيير مواقفها، يؤكد عدم إيمانهم بأي ديمقراطية، وإلا لكانوا تركوا الدول تتبنى المواقف التي تريد”.
وخاطب لافروف، برلين بقوله: “أنصح وزير الدفاع الألماني (بوريس بيستوريوس) بمراجعة الدول المحيطة به، ومراجعة التاريخ.
تصريحاته أنه ضمن الجوقة العسكرية التي تريد السلام من خلال تسليح أوكرانيا ونصرها على روسيا يعني أن الدول الغربية تعتبر بالفعل أن العالم سيكون أفضل من دون روسيا، أو بوجود روسيا خاضعة ومستسلمة”.
وأكد أن “الشركات الروسية العسكرية الخاصة تعمل باتفاق مع الحكومات، ومن بينها حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى، وتسهم في تحقيق الاستقرار في هذه المناطق، نظراً لانتشار العصابات الإرهابية فيها”.
اتفاق على إصلاح مجلس الأمن
في المقابل أكد وزير الخارجية السوداني حضور بلاده المنتدى الروسي الإفريقي الذي يعقد في يوليو المقبل في مدينة سان بطرسبرغ.
وقال، “تم الاتفاق على زيادة التعاون بين البلدين وتعزيز مستوى التبادل التجاري”. وأضاف الصادق، “تناولنا ضرورة تعاون البلدين في الأمم المتحدة، واتفقنا على قضية إصلاح الأمم المتحدة بشكل عام ومجلس الأمن خاصة، وأشدنا بالدعم الروسي للقضية الفلسطينية ولقضايا المنطقة”.
وأفادت وكالة السودان للأنباء (سونا) بأن زيارة لافروف تأتي في مسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين خاصة في مجال البنية التحتية. وتشمل جولة لافروف أيضاً العراق وموريتانيا ومالي، بعدما زار الأسبوع الماضي جنوب إفريقيا.
الجيش والسياسة
والتقى لافروف، نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”، وبحث الطرفان الأزمة السياسية الراهنة بالسودان، على ضوء الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه في ديسمبر الماضي.
وأكد دقلو التزام المؤسسة العسكرية بالخروج من العمل السياسي تمهيداً لتشكيل حكومة مدنية، تقود إلى استكمال الفترة الانتقالية وصولاً إلى الانتخابات
وشدد دقلو على أهمية تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين، مشيراً إلى أن السودان يسعى إلى بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول، معرباً عن أمله في توصل روسيا وأوكرانيا إلى حلول سياسية تنهي الحرب وتحقق الأمن والاستقرار.
ولم يعد بمقدور السودان الحصول على تمويل دولي بمليارات الدولارات بعدما أطاح قادة الجيش بالحكومة الانتقالية المدعومة من الغرب في 2021.
وبالتزامن مع زيارة لافروف، تستقبل السلطات السودانية هذا الأسبوع، مبعوثين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي تدعم إجراء محادثات لتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية جديدة في السودان.
المصدر: الشرق