رايت رايتس

أمين عام الناتو: كوريا الشمالية تهديد للأمن العالمي

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 6 دقيقة قراءة
6 دقيقة قراءة

أكد الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) “ينس ستولتنبرغ” على أهمية تعزيز التعاون بين الناتو وكوريا الجنوبية، لمواجهة النزعة العسكرية المتصاعدة للصين والتهديدات العالمية الأخرى، وسط الضوء على ترابط الوضع الأمني العابر للحدود الجغرافية.

- مساحة اعلانية-

وفي مقابلة حصرية مع وكالة “يونهاب” للأنباء في مقر حلف الناتو في “بروكسل” يوم الجمعة، قبل زيارته إلى دول شمال شرق آسيا، وصف “ستولتنبرغ” كوريا الشمالية بأنها تهديد للأمن العالمي، وقدم رؤية للشراكة بين كوريا الجنوبية وحلف الناتو في قضايا الأمن الإلكتروني والتكنولوجيا والحد من التسلح.

ومن المقرر أن يصل أمين عام الناتو إلى سيئول اليوم الأحد في زيارة تستغرق يومين، حيث سيلتقي بالرئيس “يون سيوك-يول” وغيره من المسؤولين في كوريا الجنوبية.

- مساحة اعلانية-

وقال “ستولتنبرغ” تعليقا على زيارته القادمة إلى سيئول، “أهم رسالة هي أنني أؤمن بشدة أننا بحاجة إلى تعزيز الشراكة بين كوريا الجنوبية وحلف شمال الأطلسي، لأن الوضع الأمن أصبح أكثر ترابطا”.

وأضاف: “ما يحدث في آسيا والمحيط الهندي والهادئ مهمٌّ لأوروبا وحلف شمال الأطلسي، والعكس صحيح”.

وقد سعت إدارة “يون” إلى تعميق العلاقات بين سيئول وحلف الناتو، كما يتضح ذلك من إنشاء بعثة دبلوماسية لدى الناتو في نوفمبر الماضي، وحضور الرئيس لقمة الناتو في يونيو الماضي.

- مساحة اعلانية-

وأكد “ستولتنبرغ” على سعي الناتو إلى توثيق التعاون مع الدول الشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وسلط الضوء على التهديدات التي تمثلها الصين، وهي الدولة التي وصفها الحلف لأول مرة بأنها “تحد أمني” في وثيقته الاستراتيجية الرئيسية في العام الماضي.

وقال أمين عام الناتو، “تستثمر الصين بكثافة في تعزيز القدرات العسكرية الحديثة الجديدة، مثل الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تصل إلى جميع أراضي الناتو، وتعمل بجد وسرعة على توسيع قدراتها النووية»، وأضاف: «نرى كيف تقوم الصين أيضًا بإكراه وتخويف البلدان الأخرى، على سبيل المثال في منطقة بحر الصين الجنوبي، وهذا أمر مهم للتجارة العالمية ولحرية الملاحة”.

ومن المتوقع أن تجذب الجولة الآسيوية لقائد الناتو اهتمامًا خاصًا في الصين، حيث يبدو أن بكين تشعر بالقلق من مشاركة الناتو الإقليمية العميقة فيما وراء نطاق نفوذها خارج الأطلسي، وسط تصاعد التنافس الأمريكي الصيني.

وقال “ستولتنبرغ” إن الناتو سيظل «التحالف الإقليمي لأمريكا الشمالية وأوروبا»، لكنه شدد على أن «منطقتنا تلك تتأثر بالتهديدات والتحديات العالمية الواقعة خارجها». وشدد على “الحاجة إلى معالجة هذه التهديدات والتحديات العالمية، بما في ذلك التحديات القادمة من الصين. ومن طرق القيام بذلك العمل الوثيق مع الشركاء في المنطقة”.

وفيما يتعلق بالمخاوف من أن الصين في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا قد تتجرأ على وضع “تايوان” تحت سيطرتها، أشار “ستولتنبرغ” إلى أن قادة العالم الاستبداديين “يراقبون بعناية إلى أي مدى سينجح فيه الرئيس الروسي فلاديمير” بوتين في حربه العدوانية”.

وقال، “إذا فاز الرئيس “بوتين” في أوكرانيا، فإن الرسالة ستكون هي أن استخدام القادة المستبدين للقوة العسكرية الوحشية وانتهاكهم للقانون الدولي تجعلهم يحققون ما يريدون”.

وأضاف: “سيكون هذا خطرًا علينا جميعًا، بما في ذلك كوريا الجنوبية، لأن الرسالة حينئذٍ هي أن استخدام القوة هو وسيلة القادة المستبدين لتحقيق أهدافهم. وبالطبع، تعد “تايوان” مثالا على ذلك”.

ومن ناحية أخرى، وصف “ستولتنبرغ” كوريا الشمالية بأنها «تهديد أمني عالمي»، مشيرا إلى التقارير عن دعم كوريا الشمالية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا. وقال: “رأينا كيف أن المجموعة التطوعية، التي تقوم بدور كبير في حرب العدوان الروسية، تلقت الصواريخ من كوريا الشمالية»، مؤكدا أن «كوريا الشمالية تشكل تهديدا للمنطقة بأسرها، ولكنها تشكل أيضا تهديدا للأمن العالمي”.

وكان يشير إلى إعلان واشنطن أن كوريا الشمالية سلمت شحنة أسلحة إلى شركة المرتزقة العسكرية الروسية الخاصة المسماة بـمجموعة “فاغنر” لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وهي تهمة نفتها بيونغ يانغ.

وعلى صعيد آخر، قال أمين عام الناتو إنه يتطلع إلى التحدث مع “يون” في سيئول هذا الأسبوع حول مجالات التعاون الثنائي، مثل الأمن الإلكتروني ومجالات التكنولوجيا المختلفة.

كما أعرب عن عزمه على دعوة “يون” إلى حضور قمة الناتو هذا العام، ووصف مشاركة “يون” في قمة “مدريد” في العام الماضي بأنها “حدث تاريخي”، لأنه كان أول رئيس كوري جنوبي يحضر قمة الناتو.

وقال “ستولتنبرغ”، “قد تفصل المحيطات بيننا، لكننا قريبون للغاية عندما يتعلق الأمر بالقيم، ودعم الديمقراطية والحرية، وكذلك كوننا نواجه العديد من نفس التهديدات والتحديات”.

وتطرق “ستولتنبرغ” إلى القضية الحساسة المتعلقة بحاجة كوريا الجنوبية إلى سياسة المشاركة النووية مع الولايات المتحدة، على غرار مجموعة التخطيط النووي التابعة للناتو، لمواجهة التهديدات الكورية الشمالية. وقال إن “الردع الموسع” من قبل واشنطن نجح لسنوات عديدة وأبرز هدف حلفاء الناتو المهم المتمثل في الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وقال: “أعتقد أن القرار في ذلك يعود إلى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة»، مشيرًا إلى أن هدف الناتو هو «عالم يخلو من الأسلحة النووية”.

وأضاف: “ما دامت الأسلحة النووية موجودة، سيظل الناتو تحالفا نوويا، لأنه لو تصورنا عالما تمتلك فيه الصين وروسيا وكوريا الشمالية أسلحة نووية، ولا يمتلك فيه حلفاء الناتو تلك الأسلحة، فهذا عالم أكثر خطورة”.

المصدر: يونهاب

شارك هذه المقالة
ترك تقييم