كرر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غلانت تهديدات بلاده ضد إيران، خلال لقائه قائد المنطقة الوسطى بالجيش الأميركي مايكل كوريلا، في تل أبيب. واعتبر طهران “تهديداً عالمياً ذا أبعاد مختلفة يتطلب التنسيق من أجل تنفيذ عمليات لمواجهته”.
وبحسب إندبندنت عربية، لقاء كوريلا يأتي عشية وصول مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى تل أبيب، مساء الأربعاء، لبحث ما يعتبره الإسرائيليون تهديدات مشتركة بين الجانبين، وأبرزها ملف إيران ومشروعها النووي.
وبعد فترة وجيزة من وصول سوليفان، يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، أواخر الشهر الحالي، لعقد لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لمناقشة الملف الإيراني والوضع الأمني في المنطقة.
تعاون إقليمي وثيق
مايكل كوريلا، المسؤول عن نشاط القوات الأميركية في الشرق الأوسط، يشكل عنصراً مهماً لدى إسرائيل، لبحث التعاون الأمني والإقليمي، خصوصاً مع التقارير الإسرائيلية المستمرة حول التهديدات المتزايدة من قبل إيران ضد تل أبيب “من خلال وكلائها بالمنطقة، في لبنان وسوريا وحتى قطاع غزة”.
يأتي ذلك وفق تقرير إسرائيلي تروج له تل أبيب في حملتها ضد إيران، وتطالب بتوثيق العلاقات الأمنية مع واشنطن والتنسيق الذي عرضه غلانت أمام كوريلا في كل ما يتعلق بالقضايا الأمنية وموجهة طهران.
يعتبر الإسرائيليون زيارة كوريلا خطوة في ضمان عدم حدوث توتر بالعلاقة مع واشنطن “وتحسين استقرار الشرق الأوسط إلى جانب تعزيز وتوسيع اتفاقات أبراهام”، كما قال الوزير غلانت عبر تغريدة له بعد انتهاء اللقاء.
وجاء في بيان لوزارة الأمن الإسرائيلية أن غلانت وكوريلا اتفقا على ضرورة الحفاظ على اتصال وتنسيق باستمرار، وعرض غلانت تقريراً موسعاً حول التهديد الإيراني، الذي وصفه معدوه بالتهديد العالمي، الذي يتطلب التنسيق الوثيق واتخاذ إجراءات حاسمة ضده.
كما أعرب غلانت عن التزامه بالعلاقات الخاصة القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة مواصلة وتعميق التعاون العسكري والأمني والتكنولوجي بين المؤسسات الأمنية في كلا البلدين.
من جهته وبحسب بيان وزارة الأمن الإسرائيلية، أكد الضيف الأميركي على استمرار الالتزام بالدعم الأمني لتل أبيب وتعزيز العلاقات بين الجيشين.
التهديد الإيراني محور الساعة
وكما سبق واتضح في مراسم تنصيب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، فإن قيادة المؤسستين السياسية والعسكرية تضع التهديد الإيراني بمركز أجندتها.
وفي حين تواصل إسرائيل تجنيد الدعم الدولي لها، تبذل جهوداً لضمان تعزيز الدعم الأمني ضد إيران، وتوثيق التنسيق بين واشنطن وتل أبيب، وينعكس هذا الأمر في مضمون التقارير التي تعدها القيادة الإسرائيلية لطرحها أمام مستشار الأمن القومي الأميركي ومناقشتها معه.
وبحسب تصريحات مطلعين على مواضيع النقاش، خصوصاً الملف الإيراني، فالمتوقع أن يكون موقف نتنياهو من هذا الأمر حازماً، وسيسعى جاهداً لزيادة الضغط الأميركي على طهران، كما سيكرر ما تعتبر تل أبيب أهم رسالة للولايات المتحدة وغيرها من دول العالم “أن لإسرائيل الحق بالعمل ضد إيران وحدها إذا لزم الأمر”.
وترددت أقوال حملت ذات الرسالة من نتنياهو في مراسم تنصيب هليفي، حيث قال إن “إيران مسؤولة عن 90 في المئة من مشكلات الشرق الأوسط، فعدوانية النظام المتزمت تضعضع الاستقرار في منطقتنا، أقول بشكل واضح، لن ننتظر إلى أن يوضع السيف الحاد على عنقنا”.
إلى ذلك سافر وزير الخارجية إيلي كوهن للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، ويحل محل نتنياهو في قمة الزعماء، وسيلتقي وزراء خارجية ومسؤولين كبار آخرين من أرجاء العالم.
مقاطعة الوزراء المتطرفين
في الوقت الذي أجرى فيه غلانت لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، أعلن وفد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بمجلس الشيوخ الأميركي يزور إسرائيل حالياً، مقاطعة وزراء اليمين المتطرف من حزب الصهيونية الدينية، الذي يترأسه بتسلئيل سموطريتش، وحزب “عوتسما يهوديت”، الذي يترأسه إيتمار بن غفير.
أزمة إيران النووية والمصلحة الإسرائيلية
ونقل عن السيناتور جاكي روزين، من الحزب الديمقراطي، أنها أوضحت لمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أنها غير معنية بأن يلتقي وفد السيناتورات الديمقراطيين والجمهوريين برئاستها مع ممثلين عن هذين الحزبين.
وهذه المرة الأولى منذ تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو التي يرفض فيها مسؤولون أميركيون لقاء ممثلين عن أحزاب ائتلاف في الحكومة، علماً بأن روزين هي سيناتور داعمة لإسرائيل ومررت من خلال الكونغرس قوانين كثيرة داعمة لتل أبيب على مر السنين.
وفي تغريدة نشرها على حسابه بـ”تويتر”، قال رئيس المعارضة يائير لبيد إنه “حان الوقت للاعتراف بالحقائق، مع حكومة عنصريين ومتطرفين لم تعد الولايات المتحدة الحليفة الأقرب لإسرائيل”.
يشار إلى أن وفد السيناتورات، برئاسة روزين والسيناتور الجمهوري جيمس لنكفورد، من مشرعين أعضاء في مجموعة دعم “اتفاقات أبراهام” بمجلس الشيوخ، وهي مجموعة موازية لمجموعة في الكنيست تعمل من أجل إبرام اتفاقات سلام بين إسرائيل ودول عربية.
أفضل الطرق
في سياق التقارير، التي سيعرضها المسؤولون الإسرائيليون أمام ضيوفهم الأميركيين، يبحث الطرفان تداعيات التعاون بين روسيا وإيران وتعزيز العلاقة بينهما.
يقول المتخصص في الأمن القومي بمعهد القدس للاستراتيجية والأمن عومر دوستري إن الدبلوماسية الحكيمة، إلى جانب الحصول على معلومات استخبارية، هما أفضل الطرق لمواجهة مخاطر تعزيز العلاقات بين إيران وروسيا، التي يفضل التفاهم حولهما مع واشنطن.
ومن وجهة نظره، فإنه من ناحية إيران، يعتبر التقرب من روسيا مهماً على نحو خاص، في ضوء الحلف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج.
وقال دوستري، “لروسيا وإيران مصالح مشتركة في سوريا، فالدولتان تصارعان خلال العقد الأخير من أجل حماية نظام الأسد، والقتال ضد داعش وبعض من التنظيمات المتطرفة الأخرى”.
وأشار إلى أنه “يوجد لروسيا وإيران أيضاً غير قليل من المصالح المتضاربة، بينها سوريا، وفي منطقة بحر قزوين”.
ويرى دوستري أن روسيا “لا تنظر بعين الإيجاب إلى التموضع العسكري الإيراني في سوريا، الذي يجر ردود فعل عسكرية إسرائيلية، وتخشى من تعلق زائد لنظام الأسد بإيران”.
ودعا دوستري متخذي القرار في إسرائيل إلى متابعة عملية نقل الوسائل القتالية الإيرانية إلى روسيا، “لأن أوكرانيا تشكل بالنسبة إلى طهران منطقة تجربة مهمة لصناعة السلاح لديها، التي ستستخدمها في مواجهة محتملة ضد إسرائيل”.
علاقات طيبة مع روسيا
ولفت إلى أن “إسرائيل ملزمة بأن تحافظ على علاقات طيبة مع روسيا بسبب مصالحها في سوريا مع قيود قليلة قدر الإمكان”.
وحذر دوستري من أن “الحاجة إلى الحفاظ على سياسة حيادية تجاه روسيا ضرورية، حيث إنها قد تخلق توترات مع الإدارة الأميركية ودول أوروبا والغرب”.
ويرى أن “خير ما تفعله إسرائيل إذا ما واصلت المساعدة الإنسانية لأوكرانيا أن تجمع معلومات عن استخدام روسيا لوسائل قتالية إيرانية، إضافة إلى التعاون مع كييف سراً من أجل تطوير وسائل الدفاع ضد استخدام المسيرات، تعاون كهذا سيسمح لتل أبيب بفهم أفضل قبيل التصدي لتهديد مشابه عليها”.
المصدر: إندبدنت عربية