رايت رايتس

هجرة الأفارقة.. رحلة إلى المجهول

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 4 دقيقة قراءة
4 دقيقة قراءة

في رحلة محفوفة بالمخاطر تغادر في جنح الليل مدينة اغاديس في شمال النيجر يوميا ما بين 50 إلى 60 سيارة دفع رباعي تحمل كل واحدة أكثر من 20 شخصا من مختلف بلدان غرب افريقيا، معظمهم من الشباب الطامحين في الوصول إلى أوروبا عبر شواطئ البحر المتوسط في ليبيا او الجزائر او تونس وأحيانا المغرب، حيث تزايدت معدلات الهجرة غير الشرعية من غرب افريقيا بنحو 30 % خلال 2022.

- مساحة اعلانية-

وبعد ان تقطع السيارات الرباعية نحو 800 كيلومترا على مدى 4 إلى 5 أيام في اتجاهات مختلفة تصل إلى إحدى النقاط الحدودية مع الجزائر أو ليبيا حيث تفرغ حمولاتها البشرية وتترك ركابها في مواجهة المجهول.

وعبر أشخاص متخصصين في تهريب البشر ينقسم ركاب كل سيارة إلى مجموعات صغيرة للبدء في رحلة جديدة قد تنتهي بالوقوع في أيدي خفر الحدود الليبيين أو الجزائريين، أو بالوصول الناجح إلى أقرب منطقة مشاطئة للبحر الأبيض المتوسط داخل البلدين.

- مساحة اعلانية-

وبعد ترتيبات تتطلب الكثير من الوقت والمال والحذر، يبدأ الأفارقة وعبر الحلقة الثانية من المهربين رحلة جديدة عبر مراكب صغيرة على عرض البحر، وفي مخيلتهم أمران إما تحقيق الحلم الأوروبي أو كابوس الموت ونهاية حياتهم بين أمواج البحر المتلاطمة.

وفي الجانب الآخر، تتزايد معدلات البطالة في أفريقيا بشكل مقلق حيث وصلت في بعض البلدان إلى أكثر من 40 في المئة في ظل تراجع متوسط النمو السنوي في القارة من 4.1 في المئة في 2021 إلى 3.3 في المئة في 2022، وذلك بسبب الجائحة وموجات الجفاف الناجمة عن التغير المناخي، إضافة إلى تداعيات الإرهاب والحروب الأهلية والتحولات السياسية في معظم البلدان الأفريقية.

وفي هذا السياق، يشير الخبير الاقتصادي مدينة نجاتو إلى تدهور الأوضاع في معظم الدول الأفريقية خلال العام 2022، بسبب ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وتآكل القيمة الشرائية للأجور في ظل ارتفاع معدلات التضخم إلى متوسط 14.5 في المئة.

- مساحة اعلانية-

وأوضح نجاتو في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الأوضاع الاقتصادية الحالية تشكل تحديا كبيرا لمعظم سكان القارة.

ووفقا لنجاتو، فإن الصعوبات الاقتصادية في أفريقيا تعود لثلاثة أسباب رئيسية وهي:

  • الانعكاسات السالبة للحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى تعطيل إمدادات الحبوب والطاقة.
  • الانخفاض الكبير في أسعار صرف العديد من العملات الأفريقية بعد رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة.
  • الانعكاسات الناجمة عن الظروف المناخية السيئة في العديد من البلدان الأفريقية وخاصة في شرق أفريقيا والتي تسببت في فشل المحاصيل وأدت بالتالي إلى نقص الغذاء وزيادة الأسعار.

وتعتبر الهجرة واحدة من الوسائل التي يسعى الكثير من الأفارقة من خلالها إلى تغيير واقعهم والبحث عن الأفضل.

وفي حين يدرك الكثير من الشباب مآلات ومصاعب سلك طريق الهجرة غير الشرعية الخطر، إلا انهم لم يجدوا غيره في ظل تشديد السفارات الغربية في بلدانهم إجراءات منح تأشيرات الدخول خصوصا خلال العامين الماضيين، وذلك بسبب جائحة كوفيد 19، أو بسبب سياسات الهجرة الأوروبية الجديدة. لكن بالنسبة للكثيرين حتى أولئك الذين نجحوا في الوصول إلى أوروبا بالفعل فإنهم يكتشفون بعد سنوات من المعاناة أن الأمر لم يكن يستحق.

ويقول أحمد اخ الحسيني الذي وصل إلى فرنسا بعد أن غادر بلده مالي عن طريق ليبيا إنه واجه الكثير من المصاعب والمخاطر في رحلته.

ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية “كانت تجربة مروعة اصطدمت بعدها بواقع آخر، فرغم حصولي على الإقامة بعد معاناة شديدة، إلا أنني لم أجد الوضع الذي كنت أحلم به قبل الهجرة”.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم