رايت رايتس

الزراعة العمودية …شركات تعاني مع ركود سوق التقنية

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة

أبلغت شركة فيفث سيزن  (Fifth Season) للزراعة العمودية في بيتسبورغ موظفيها هذا الخريف أنها ستغلق أبوابها، وسرّحت شركة  إندور أوربن فارمينغ (Indoor Urban Farming) المتخصصة بالزراعة الحضرية الداخلية، التي تُقدّر قيمتها بأكثر من مليار دولار، نحو 500 موظف الشهر الماضي.

- مساحة اعلانية-

كما انهار سهم الشركة الناشئة المتخصصة بالدفيئات الزراعية آب هارفست (AppHarvest)  متراجعاً بأكثر من 90% عن ذروة بلغها في 2022، وكانت قد أدرجت أسهمها في البورصة العام الماضي عبر شركة استحواذ لأغراض خاصة.

بعدما أبلغت الشركة المستثمرين أنها تواجه شحاً في التمويل،و باعت إحدى مزارعها أخيراً وتعتزم أن تستأجرها من مالكيها الجدد.

- مساحة اعلانية-

قال أراما كوكوتاي، كبير المسؤولين التنفيذيين في شركة بلنتي أنلمتد

 (Plenty Unlimited) ، نعرب عن تعاطفنا مع أي شركة ناشئة في المجال الذي ننشط فيه”.

كانت “بلنتي” الكائنة في جنوب سان فرانسيسكو قد جمعت مليار دولار من مستثمرين، بينهم “وولمارت” وصندوق “فيجن فند” التابع لمجموعة “سوفت بنك” بعد أن وعدت ببناء أكبر مزرعة عمودية في العالم.

- مساحة اعلانية-

قال كوكوتاي إن الانطلاق في هذا المجال باهظ التكلفة وكذلك تشغيل تقنية زراعية معقدة، كما يصعب ضمان ربحية كلّ مزرعة.

تستعد “بلنتي” لافتتاح أول مزرعة لها على المستوى التجاري في كامبتون في كاليفورنيا العام المقبل، بعد نحو عقد على تأسيسها في 2014.

قال كوكوتاي: “سنرى مزيداً من الشركات التي لن تتمكن من الاستمرار في 2023 وبعده”.

جمعت الشركات المتخصصة بالزراعة الحديثة أكثر من 2.2 مليار دولار في 2021، حسب المؤسسة البحثية أي جي فاندر (AgFunder)، حيث استقطبت الزراعة العمودية والبيوت المحمية المشابهة للدفيئات الزراعية كمّاً أقصى من الاهتمام.

تقوم الزراعة العمودية على زراعة المحاصيل في طبقات إحداها تعلو الأخرى في مستودعات مجهزة بأنظمة الإضاءة والري، وغالباً ما تُستخدم فيها أجهزة استشعار لمراقبة صحة النباتات وتنظيم الري.

فيما يتسبب التغير المناخي بأحوال جوية متطرفة، تعد هذه الأنظمة بأن تؤمّن المزارع الداخلية وسائل أكثر استدامة لا تحتاج مساحات واسعة لإطعام الأعداد المتزايدة من السكان.

لكن لا يبدو أن الانهيار أصاب جميع الشركات، فبعض كبرى الشركات المتخصصة بالزراعة الداخلية تمكنت من جمع مبالغ طائلة خلال جولات التمويل في 2022، بينها شركة “بلنتي” التي جمعت 400 مليون دولار في يناير الماضي، وشركة “سولي أورغانيك” (Soli Organic) التي أتمت جولة تمويل بقيمة 125 مليون دولار في أكتوبر.

إلا أن الانهيار السريع للشركات الأصغر حجماً ينذر بالاضطرار لإعادة الحسابات بشكل أوسع في المستقبل.

تواجه شركة إندور أوربن فارمينغ في برلين التي تعمل تحت اسم إنفارم (Infarm) مشكلة ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا.

قالت إنفارم، إنها تخوض “تحولاً كبيراً في الاستراتيجية” كي تتمكن من تحقيق الربحية، مشيرة إلى تسريح ما يصل إلى نصف موظفيها حتى الآن.

أعلنت “آب هارفست” التي كانت تواجه في وقت سابق هذا العام شحاً كبيراً في الأموال أنها تمكنت من تجنب الأزمة بعد حصولها على قرض وأبرمت صفقة لبيع وحدة زراعية إلى شركة لتوزيع المحاصيل.

لم تستجب شركة “فيفث سيزون” التي وعدت في الماضي بزراعة الخضراوات في “بيت سعيد من خلال الروبوتات والذكاء الاصطناعي المتطور” لطلب التعليق بعد أن أبلغت موظفيها عزمها إغلاق عملياتها.

أوضح حسب هنري غوردن سميث، مؤسس ورئيس أغريتيكتشر (Agritecture)، وهي شركة استشارية متخصصة بتقنيات المزارع، أن كلفة تشغيل مزرعة داخلية قد تفوق 3200 دولار لكلّ متر مربع، لأنه يتعين على الشركة التحكم بكلّ الظروف فيها من الإضاءة إلى التدفئة والتبريد حتى كل قطرة ماء.

في المقابل، لا تتجاوز التكلفة بضع دولارات في المزارع العادية في الهواء الطلق.

وأضاف  سميث إن ذلك يعني أن الشركات الناشئة في مجال الزراعة ستواجه صعوبات في ظل الأجواء التمويلية المتلبدة. إن لم تنتج المزرعة كمّاً وافياً من المحاصيل لتثبت قدرتها على الاستمرار وبيع منتجاتها، قد لا تتمكن من الاستمرار بتمويل عملياتها.

ويتوقع سميث أن يحدّ هذا الركود من الآمال المعلّقة على الزراعة العمودية، بالأخص الفكرة التي تروّج للزراعة الداخلية على أنها حلّ لأزمة المناخ.

قد توفر الشركات الناشئة مزيداً من المأكولات الصحية، حتى إن لم تتمكن مزارعها من حلّ مشكلة الجوع حول العالم عبر إنتاج خضار الورقية منخفضة السعرات الحرارية غالية الثمن.

مع ذلك ورغم الرياح الاقتصادية المعاكسة، يرى غوردن أنه ما يزال لهذا المفهوم إمكانيات كبرى وقال: “الوعود التي قُطعت لا يمكن تحقيقها” الآن لكن ذلك لا يعني أنه “لا يمكن تحقيقها أبداً… العدوّ الأساسي الذي أراه هو كل الضجيج الذي أثير حولها”.

المصدر: الشرق

شارك هذه المقالة
ترك تقييم