يبدو أن خريطة المنافسة السينمائية في مصر ستختلف عن الأعوام السابقة، فلم يعد موسم إجازة نصف العام موعداً لطرح الأفلام منخفضة التكلفة أو ذات أبطال الصف الثاني من النجوم، بل قرر صناع السينما المغامرة في موسم يمتد لنحو ثلاثة أشهر، بداية من يناير (كانون الثاني) وحتى مطلع شهر رمضان بحلول مارس (آذار) المقبل، واشتملت خريطة هذه الفترة على نحو ثمانية أفلام معظمها كوميدي يلعب بطولتها نخبة من النجوم، أبرزهم محمد هنيدي وروبي ورامز جلال وبيومي فؤاد.
ومنذ أيام وبنهاية ديسمبر (كانون الأول) بدأ ماراثون السينما الشتوي بطرح فيلم “دكتور نبيل الجميل” للفنان محمد هنيدي وهو من تأليف أمين جمال ومحمد محرز، وإخراج خالد مرعى، وبطولة نور اللبنانية، ومحمد سلام، ورحمة أحمد، ومحمود حافظ، وحجاج عبد العظيم، وأحمد فؤاد سليم، وضياء الميرغني، وتدور الأحداث في إطار كوميدي حول مغامرات طبيب تجميل.
ومن مفاجآت الفيلم أن منتجته هي فاطمة الابنة الكبرى لمحمد هنيدي في أول تجاربها الإنتاجية والسينمائية، وحققت إيراداته في أول أسبوع عرض ما يقارب تسعة ملايين جنيه مصري، وهو رقم جيد بالنسبة لموسم الشتاء والمدارس حالياً.
وسيطرح فيلم “شلبي” بدور العرض خلال ساعات بحسب تصريحات مسؤولي غرفة صناعة السينما، والفيلم للمنتج والمخرج بيتر ميمي، وهو ثاني إنتاج سينمائي له بعد فيلم “من أجل زيكو”.
والفيلم بطولة روبي وكريم محمود عبد العزيز وبيومي فؤاد وسليمان عيد وحاتم صلاح، ومن تأليف مصطفى حمدي، ويدور حول شاب يعمل بالملاهي الليلية ويقابل فتاة أحلامه، وتحدث مفارقات غير متوقعة في إطار كوميدي.
وتشارك روبي بفيلم آخر في موسم الشتاء السينمائي وهو “جروب الماميز”، ويشاركها البطولة يسرا اللوزي وريم مصطفى ومحمود حافظ، والفيلم قصة وإنتاج عمرو رشيدي، وتأليف غادة عبد العال وإيهاب بليبل وإخراج عمرو صلاح، ويتناول العمل في إطار ساخر مجموعة من الأطفال بأحد المدارس والمشكلات الكوميدية التي تثار على التجمعات الخاصة بالأمهات عبر الوسائط الإلكترونية مثل “الواتسآب” التي يطلق عليها “جروب الماميز”.
وكعادته يغرد رامز جلال خارج السرب بفكرة فيلم كل عام تعتمد على كوميديا صارخة، وهذه المرة يطرح في الموسم الشتوي فيلم “أخي فوق الشجرة”، والاسم مقتبس من الفيلم المصري الشهير “أبي فوق الشجرة” لعبد الحليم حافظ ونادية لطفي، وهي ليست المرة الأولى التي يستخدم رامز جلال أسماء أعمال شهيرة في أفلامه مثل “أحمد نوتردام ” و”رغدة متوحشة”، وظهر رامز على الأفيش الخاص بالفيلم بوزن ممتلئ ويجلس على شجرة، والفيلم بطولة نسرين طافش وتارا عماد وحمدي الميرغني ومحمد ثروت وويزو. وهو من تأليف لؤي السيد وإخراج محمود كريم.
وحول قصة الفيلم الكوميدي الرياضي الشهير “4 -2 -4” بطولة سمير غانم ويونس شلبي ووحيد سيف ولبلبة والذي أنتج عام 1981، والمأخوذ عن المسرحية الإيطالية الشهيرة “الورثة”، يدور الفيلم الجديد “المطاريد”، وهو بطولة أحمد حاتم وإياد نصار وتارا عماد ومحمود البزاوي ومحمود حافظ ومحمد محمود ومحمود الليثي وطه دسوقي ومصطفى غريب، وتأليف صلاح الجهيني وعزت أمين، وإخراج ياسر سامى، وتدور الأحداث حول شاب يرث نادياً رياضياً لكرة القدم في حالة مزرية، ويفكر في تكوين فريق كرة قدم ينافس به في البطولات، مما يعرضه لمفارقات كوميدية مع اللاعبين، وسيعرض الفيلم في منتصف شهر يناير.
كما قررت الشركة المنتجة لفيلم “مغامرات كوكو” طرحه في يناير الحالي، وهو بطولة بيومي فؤاد، وخالد الصاوي، وشيرين رضا، وإيهاب فهمي، ومنة فضالي، وحمدي الميرغني، وسيناريو وحوار إيهاب ناصر، ومن إخراج إسماعيل فاروق، ويلعب خالد الصاوي دور طبيب بيطري يمتلك مستشفى للحيوانات ويحدث صراعاً كبيراً بين بعض الأطراف.
ويدخل في منافسات الموسم الشتوي بدور العرض فيلم “مطرح مطروح” وهو من إنتاج محمد السبكي، وبطولة محمود حميدة، ويدور في حقبة الأربعينيات، ويشارك في البطولة الممثل الأميركي سكوت أدكينز الشهير ببويكا، وليلى أحمد زاهر، وسامي مغاوري، وشيماء سيف، ومحمد السعدني، وشريف ثروت، وهو من تأليف محمد عز، ومن إخراج وائل إحسان.
وبفيلم “اثنين للإيجار” يشارك الفنان بيومي فؤاد في موسم أفلام الشتاء ليكون هذا فيلمه الثالث بنفس الموسم بعد “مغامرات كوكو” و”شلبي” والفيلم من إنتاج إسعاد يونس ويشارك في بطولته محمد ثروت وتأليف أسماء غازي وإخراج شادي علي.
وآخر الأفلام التي من المرجح عرضها بنهاية الموسم الشتوي فيلم “يوم 13″، والفيلم يندرج تحت قائمة أعمال الرعب والإثارة وتم تصويره بطريقة حديثة سينمائياً وهي “ثري دي” بحسب تصريحات منتجه وائل عبدالله. وتم الانتهاء من تصوير الفيلم أثناء جائحة كورونا منذ عامين، وهو بطولة أحمد داوود ودينا الشربيني وتأليف وإخراج وائل عبدالله.
رقم استثنائي
الناقد الفني محمود كمال قال لـ”اندبندنت عربية” إن وجود كل هذا العدد من الأفلام في موسم واحد وليس كبيراً بالمقارنة بمواسم الأعياد والصيف يعتبر حدثاً استثنائياً، وإن عبر عن شيء فهو يؤكد أن هناك حالة انتعاش كبيرة تشهدها السينما المصرية في هذه الفترة، كما يحسب لصناع السينما ومنتجيها أنهم يحاولون إحياء كل أشهر السنة لتعود الحياة لدور العرض من جديد بعد فترة كساد لا يستهان بها.
وتابع كمال، “يبدو أن هناك خطة محكمة لإنعاش السينما ليس فقط بعدد الأفلام بل أيضاً بعدد النجوم وحجمهم، فهناك كم هائل من النجوم الذين لهم باع في شباك التذاكر يشاركون في أفلام الموسم الشتوي على رغم قصر مدته، حيث ينتهي في أواخر مارس مع حلول شهر رمضان، وقد يكون هناك انعدام فرص لأن يواصل العمل الناجح إيراداته بدور العرض في تلك الفترة لانشغال الناس الكامل بالدراما الرمضانية.
وأشار كمال إلى أن الوقت جيد، على رغم كل الظروف، لطرح أفلام، حيث إجازات منتصف العام، وعيد الحب وأعياد الربيع، وكلها مناسبات يحبها الجمهور ويرتاد خلالها السينما كثيراً.
وقالت الناقدة سماح الجوهري إن “ما يفيد السينما حالياً هو تضافر الجهود من النجوم والصناع لمحاولة إعادتها من جديد، واستفاد الجميع من دروس “كوفيد-19″ والتفتوا لأهمية الوقت واستغلاله، إذ باتوا يتوجسون من هجوم أي فيروس جديد بخاصة في فصل الشتاء، وهناك تحذيرات من الوضع الصيني حالياً، وبدأت بعض الدول تحتاط خوفاً من موجة عنيفة من كورونا”.