بالطبع يدرك الوالدين أضرار مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين وتأثيرها السلبي عليهم. ولكن أصبح الإنترنت والسوشيال ميديا جزء لا يتجزء من حياتنا اليومية وحياة أطفالنا المراهقين والمراهقات. ولا شك أن التكنولوجيا والتطور العلمي شيء مهم للغاية، ونحن على وعي تام بأهمية تعلم الأطفال والمراهقين استخدام هذه التكنولوجيا في عمر صغير؛ لمواكبة التطور التكنولوجي الذي نعيشه، وخاصة مع اللجوء للتعلم عن بعد خلال جائحة كورونا حالياً.
ولكن يجب أن يكون استخدام الإنترنت من قبل الأطفال والمراهقين ضمن شروط وضوابط محددة؛ لحمايتهم من أضرار الإنترنت والسوشال ميديا. مثل: تعرضهم للتنمر أو الإساءة أو التحرش لا سمح الله. فما هي تلك الشروط؟
1- السماح للمراهقين باسخدام السوشيال ميديا تحت إشراف الوالدين. وذلك من خلال مشاركة جميع كلمات السر لحسابات مواقع التواصل الإجتماعي والبريد الإلكتروني. مع إمكانية الدخول لهذه الحسابات في أي وقت؛ للحد من أضرار مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين.
2- مصارحة الأهل بطبيعة استخدام المراهقين للسوشيال ميديا، ونوع المحتوى الذي يشاهدونه ويتفاعلون معه.
3- أخذ موافقة من الوالدين قبل تحميل تطبيق أو الولوج لموقع إلكتروني جديد.
4-عدم مشاركة أي معلومات حساسة أو خاصة عن المراهق أو عن الوالدين. مثل: عنوان المنزل أو اسم العائلة أو كتابة أنا لوحدي في المنزل على أحد وسائط التواصل الإجتماعي.
5-عدم اصطحاب الأجهزة الإلكترونية للحمام أو استخدامها دون موافقة الأهل، مع الحرص على ترك الأجهزة في صالة المنزل أو أمام الوالدين وقت النوم.
6-عدم التحدث مع الغرباء لأي سبب كان.
7- عدم قبول طلبات الصداقة على مواقع التواصل الإجتماعي من الغرباء، حتى ولو كانوا من أصدقاء العائلة.
8-التأكد من ضبط الخصوصية شهرياً. والتأكد من سلامة المعلومات وطريقة الحفاظ على السرية بالإتفاق مع الوالدين.
9- تشغيل خاصية تحديد الموقع طول الوقت في الهاتف الذكي، لإمكانية مراقبة تحركات المراهقين خارج المنزل.
10-على الأهل التحدث مع أطفالهم عن مخاطر الإنترنت والتنبيه لأنواع المحتوى السيء الذي ممكن أن يتعرض له الأطفال والمراهقين، بهدف توعية الأبناء وشرح لهم الأسباب وراء هذه القواعد.
- تــــــــــذكر
لا يمكن أن نجلس في الظل أو أن نمنع المراهقين والمراهقات من استخدام الإنترنت أو السوشال ميديا للأبد، وحتى لو استطعنا السيطرة على هذا الأمر لفترة معينة سيأتي اليوم الذي سيتعرفون عليه على هذه المواقع ويبادرون باستخدامها، لذا الأفضل أن نهيء أبنائنا لاستخدام هذه المواقع بطريقة متحضرة وعقلانية، مع شرح الأسباب التي تدفعنا لوضع ضوابط عليهم قبل استخدامها.
أفضل طريقة للتعامل مع المراهقين تحديداً هي المصادقة والحوار، لأنه في هذا العمر يكون الطفل تعدى مرحلة التربية وأصبح لديه فكر خاص ومستقل به، لذا هو غير مستعد لسماع الأوامر، فالأفضل اتباع أسلوب الحوار والنقاش والسبب والنتيجة للحد من أضرار السوشيال ميديا على المراهقين، وخاصة أن هذا الجيل منفتح بشكل كبير على العالم الخارجي ويشهد تطور رقمي كبير، فدرونا هنا كأهل أن نعلمهم ونعمل على توعيتهم وليس توبيخهم وحرمانهم من استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي.