يعتبر تأخر النطق عند الأطفال مشكلة شائعة من مشاكل القرن الواحد والعشرين. وتأخر النطق؛ هو حالة مرضية ينتج عنها تأخر النمو اللغوي لدى الطفل مقارنةً بأقرانه.
ويمكن علاج هذا التأخر من خلال التدخل المبكر ثم البدء بالعلاج؛ ليكمل الطفل حياته بشكل طبيعي. وبسبب شيوع هذه المشكلة بين أطفالنا اليوم، يجب علينا كأمهات أن نتثقف ونتعلم أكثر عن هذا الموضوع؛ حتى لا نقع في خطأ التأخر في التشخيص إن حصل وعانى طفلنا من هذه المشكلة.
أسباب تأخر النطق عند الأطفال
هناك فرق بين تأخر النطق واضطراب النطق. فتأخر النطق يلازم الطفل لمدة تجعل نطقه متأخراً بعض الشيء عن أقرانه؛ ولكن مع العلاج والتدخل المبكر يختفي هذا التأخر ليكمل الطفل حياته ونموه وتطوره اللغوي بشكل طبيعي.
بينما اضطراب النطق يرافق ويلازم الطفل طوال حياته؛ ويساعد التدخل المبكر في حالة الاضطراب على تطوير مهارات الطفل المصاب ليكون قادراً على التكيف مع هذه الحالة.
هناك فرق بين النطق واللغة. فالنطق هو جزء من اللغة؛ ولكن اللغة أوسع وأشمل وتندرج تحتها العديد من العناصر.
كالمعجم وتركيب الجملة ونغمة الصوت وقواعد الكلام. ولكن النطق يشمل فقط لفظ الكلمات ومخارج الحروف.
الأسباب:
- يتعلم الطفل عن طريق التقليد في أغلب الأحيان، وعن طريق التفاعل مع الأشخاص من خلال اللعب. فعدم وجود هذا العامل بدرجة كافيه خلال أول عامين من حياة الطفل؛ يؤدي في الكثير من الأحيان إلى تأخر النطق عند الطفل.
- عدم إعطاء الطفل الاهتمام الكافي. فمع غياب الوالدين وانصرافهم للعمل يبقى الطفل دون اهتمام كافٍ لوقت طويل. الأمر الذي يزيد من احتمالية تأخر النطق لدى الأطفال في بعض الأحيان.
- قضاء الأطفال الوقت الطويل أمام الشاشات. الأمر الذي يؤدي إلى التأخر اللغوي لديهم؛ فالطفل يحتاج لوجود أشخاص يتفاعل معهم في محيطه بطريقة طبيعية وكافية وليس شاشات.فيجب على الوالدين تحديد أوقات معينة للشاشات؛ مع الحرص على استخدامها كوسيلة تعليمية تفاعلية وليس كأداة أو بديل عن اللعب.
ويفضل الجلوس بجانب الطفل خلال وقت الشاشات؛ للتفاعل معه ولتشجيعه على المشاركة بالكلام.
حتى لا نصنع من هذه الشاشة عائقاً لتكوّن اللغة لدى الطفل. فالطفل أمام الشاشة متلقي فقط! لايوجد ما يدفعه للتفاعل والمشاركة. ومع التعود على نمط “المتلقي”؛ يفقد الطفل مهارات التفاعل والنطق.
أسباب وراثية وأسباب خُلقية تؤدي إلى تأخر النطق عند الطفل:
إصابة الطفل بأحد الاضطرابات التي يعد التأخر اللغوي إحدى سماتها ونتائجها.
في أي عمر يجب أن تبدأ الأم بالقلق ؟
تنقسم مراحل النمو عند الطفل إلى خمسة مراحل، وهي المهارات الاجتماعية والعاطفية، التكيف، القدرات الإدراكية، التواصل والحركة.
تندرج اللغة بحد ذاتها تحت باب التواصل، وفي جميع هذه المراحل هناك إشارات تحدد المرحلة العمرية التي يجب أن يطور فيها الطفل مهارة معينة، ومن هنا يجب أن نحدد مهارات النطق على MILESTONE لكل فئة عمرية وليس على عمر الطفل، فيختلف الأطفال عن بعضهم باختلاف العوامل والظروف والمؤثرات المحيطة بهم، ويجب أن نعطي الطفل مساحة زمنية محددة قبل أن نلجأ للأخصائي.
أما بالنسبة للعمر الذي يجب أن تقلق فيه الأم، فلنأخذ أولاً المرحلة العمرية الأولى وهي من 0 إلى ثلاثة أشهر يجب أن يكون الطفل قادراً على الابتسام أو التفاعل مع الأشخاص الذين اعتاد عليهم من المحيطين به، أما المرحلة العمرية الثانية وهي من أربعة إلى سبعة أشهر يجب أن يكون الطفل قادراً على الثرثرة (ماما بابا تاتا غاغا).
أما ما بعد ال 12 شهراً يجب أن يكون الطفل قادراً على التعبير من خلال الأصوات وحركات اليدين، وما بين هذه المرحلة إلى ال 18 شهراً يجب أن تتطور مهاراته اللغوية وعدد الكلمات التي ينطقها الطفل، ثم بعد إتمام الطفل العامين يجب أن يكون قادراً على فهم التوجيهات البسيطة وتطبيقها مثل “أعطيني اللعبة”، ويجب أن يكون قادراً على تكوين جملة قصيرة من كلمتين حتى لو لم تكن هذه الجملة صحيحة قواعدياً.
وأيضا يجب أن يكون قادراً على معرفة خمسين كلمة على الأقل، أما إذا تجاوز الطفل الثلاث سنوات يجب أن يكون قادراً على اللعب والتواصل مع أقرانه. إذا لاحظت الأم أي تأخير في أي من هذه الفئات العمرية هنا يجب أن تقلق وتتوجه للأخصائي للاستشارة.
لا ضير من التوجه لطبيب الأطفال أو طبيب أنف أذن حنجرة أولاً حتى يلغي الوالدان إحتمال ارتباط التأخر اللغوي بمرض جيني أو عضوي مثل إلتصاق اللسان بقاع الفم “اللسان المربوط”، وللتأكد من عدم وجود مشاكل بالسمع عند الطفل التي تؤثر على النطق لديه.
ولكن أفضل خيار أن يتوجه الوالدان إلى أخصائي النطق الذي يقوم بطلب تقرير طبي للتأكد من عدم وجود أي أمراض عضوية عند الطفل أولاً، لقدرته على تقييم اللغة والنطق والصعوبات عند الطفل بشكل أفضل.