شنت تركيا الثلاثاء، عملية أمنية متزامنة في 18 ولاية، ضد ما قالت إنها خلايا تابعة لحزب العمال الكردستاني، في أعقاب تبني الحزب الهجوم الانتحاري في أنقرة الأحد الماضي، واعتقلت السلطات نحو 90 مشتبهاً بهم خلال العملية.
وقالت وكالة “الأناضول” التركية الرسمية، إن العملية تُنفّذ بالتنسيق بين جهاز الاستخبارات، والمديرية العامة للأمن والنيابة العامة في ولاية شانلي أورفة جنوبي البلاد.
وذكرت أن العملية أتت “بعد متابعة وتحريات استمرت 10 أشهر، قامت خلالها الاستخبارات التركية برصد المشتبه بهم في النشاط لمصلحة التنظيم الإرهابي في كلّ من شمالي العراق، وسوريا، إلى جانب الداخل التركي”.
ونفذت العملية بشكل متزامن في 18 ولاية هي شانلي أورفة، وإسطنبول، وأنطاليا، وأضنة، وبورصة، وديار بكر، وغازي عنتاب، وماردين، ومرسين، ودنيزلي، وقونية، وقيصري، وباطمان، وإسبارطة، وباليكاسير، وشرناق، وقوجة إيلي، وأماسيا.
وأسفرت العملية الأمنية حتى الآن عن توقيف 90 مشتبهاً به. وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا القبض على 20 شخصاً يشتبه بأن لهم صلة بحزب العمال الكردستاني، وذلك على خلفية هجوم استهدف وسط العاصمة أنقرة.
وفي السياق، كشف وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، عن شن “466 عملية أمنية متواصلة ضد كافة التنظيمات الإرهابية، بحلول الساعة 08:30 (+3 بتوقيت جرينتش) من صباح الثلاثاء.
وأضاف في تدوينة على منصة “إكس”، أن 13 ألفاً و440 عنصر أمن يشاركون في العمليات المستمرة بعموم تركيا.
وأوضح أن هذه العمليات 8 منها متوسطة الحجم، و458 صغيرة الحجم.
هجوم انتحاري
وأعلنت وزارة الداخلية التركية الأحد، أن “إرهابيين اثنين” شنا هجوماً بالقنابل، على متن مركبة تجارية خفيفة أمام بوابة مدخل المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الشؤون الداخلية، ما أسفر عن إصابة ضابطي شرطة، مضيفة أن أحد الشخصين فجر نفسه، فيما تولت الشرطة أمر الآخر “وتم تحييده”.
وأعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في بيان، مشيراً إلى أن الهجوم نفذته وحدة تابعة له تسمى بـ”كتيبة الخالدين”.
وعقب الهجوم، أعلنت وزارة الدفاع التركية مساء الأحد، تدمير 20 هدفاً لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق بغارات جوية “استهدفت معاقلهم”.
وقالت وزارة الدفاع التركية، إن الغارات تأتي ضمن حقوق تركيا بالدفاع عن النفس وميثاق الأمم المتحدة، و”تستهدف القضاء على الإرهاب، وهجمات التنظيمات على شعبنا وقواتنا وضمان أمن حدودنا”.
والاثنين، أعلن وزير الداخلية التركي، القبض على 20 شخصاً يشتبه بأن لهم صلة بحزب العمال الكردستاني، وذلك على خلفية الهجوم.
“اعتقالات غير قانونية“
ورداً على حملة الاعتقالات، قال فرع حزب الشعوب الديمقراطي بإسطنبول في بيان: “في هذا الصباح اُعتقل العشرات من الرؤساء المشاركين ومسؤولي المقاطعات والمناطق وأعضاء من الحزب في المدينة”.
واعتبر الحزب أن الاعتقالات “غير قانونية”، مضيفاً: “هذه المجزرة السياسية هي عبارة عن عملية لخلق تصور (أن الحزب له صلة بحزب العمال)، لن نتراجع عن كفاحنا رغم الضغط والاعتقال والعنف”.
وكانت المحكمة الدستورية التركية قبلت بالإجماع، في يونيو 2021، لائحة اتهام أعدها المدعي العام بمحكمة الاستئناف العليا بكر شاهين تتعلق بدعوى إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي بتهمة اتصاله ودعمه لحزب العمال الكردستاني.
المصدر: الشرق