تراجعت شركة يونيتي “Unity” لتطوير الألعاب، عن سياسة التسعير التي سبق أن أعلنتها، الثلاثاء الماضي، لاستخدام مطوري الألعاب محركها وأدواتها البرمجية، عقب حالة غضب عامة سادت بين العاملين في القطاع.
وقالت الشركة عبر حسابها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “سمعنا أصواتكم. نعتذر عن حالة التخبط والغضب التي تسببت فيها سياسات التسعير الجديدة الخاصة بوقت التشغيل التي أعلناها الأسبوع الماضي. خضنا نقاشات مع أعضاء فريقنا ومجتمع الألعاب والشركاء والعملاء، وسنحدث تلك السياسة. سنشارك التحديث خلال الأيام المقبلة. نشكركم على أمانتكم وتفاعلكم الفارق”.
كانت الشركة أعلنت، الثلاثاء الماضي، سياسة جديدة أطلقت عليها اسم (Runtime Fee Policy) تقضي بالحصول على نسبة من مقابل أي عملية تثبيت للألعاب المطورة باستخدام محركها البرمجي.
وأوضحت “يونيتي” بحسب موقعها الإلكتروني شرطين للحصول على حصة مقابل أي عملية تثبيت، هما إجمالي عدد التثبيتات وإجمالي قيمة العوائد السنوية للعبة.
وأشارت الشركة، إلى أنها ستحصل من المطورين من مستخدمي خدمات nity Personal وnity Plus على 0.20 دولار عن كل عملية تثبيت بمجرد وصولها إلى 200 ألف عملية وعوائدها إلى 200 ألف دولار، بينما تقتطع من المطورين المشتركين في خدمات Unity Pro وUnity Enterprise المقابل المالي عندما تصل عوائد ألعابهم إلى مليون دولار ومليون عملية تثبيت، بقيمة 0.02 دولار عن كل عملية تثبيت للعبة مطوري “البرو” و0.01 دولار عن كل تثبيت للعبة مطوري “إنتربرايز”.
غضب واسع
وأعرب آلاف المطورين عن غضبهم بشكل واسع عبر منشورات على منصة “إكس”، ووصل الأمر إلى حد التهديد بالقتل، ما دفع “يونيتي” إلى إغلاق عدد من مقارها في الولايات المتحدة، وإلغاء اجتماع عام لموظفيها، بعد ورود تهديدات بالقتل لعدد منهم، بحسب “بلومبرغ”.
وانتقد مطور الألعاب المصري رامي إسماعيل، السياسة الجديدة ووصفها بأنها “خيانة” لمجتمع الألعاب بالكامل، متوقعاً أن تضر بمستقبل مجتمع الألعاب خاصة صغار المطورين.
وقال عبر منصة “إكس”، إن “تحديد سياسة التسعير استناداً إلى عدد مرات التثبيت أمر غير عادل، لأنه في كثير من الأحيان تتعرض الألعاب للقرصنة ويتم تثبيتها بشكل غير قانوني ولا يكون للمطور سيطرة على هذا الأمر، فهل يتعرض للقرصنة ومع ذلك يدفع مقابلاً مالياً للشركة”.
وانتقد إسماعيل، أسلوب الشركة في التراجع عن القرار، واتهمها بأنها تركت الآلاف من مطوري الألعاب يواجهون مستقبلاً مجهولاً، وبدأ كثير منهم تجربة محركات تطوير ألعاب جديدة لأول مرة، وعمل بعضهم نحو 14 ساعة في إجازة نهاية الأسبوع.
وأشار إسماعيل إلى أن “يونيتي” قبل إعلان سياستها الجديدة للتسعير حذفت أحد شروط استخدام المطورين لمحركها وأدواتها البرمجية للألعاب، والذي كان ينص على أنها لا يمكنها تغيير شروط الاستخدام وتطبيقها بأثر رجعي.
بدائل قوية
العديد من الخدمات المنافسة لـ”يونيتي” حاولت استغلال الموقف لصالحها، عبر الترويج لخدماتها لاجتذاب المطورين الغاضبين، مثل خدمة nreal Engine المملوكة لشركة “إيبيك جيمز”، والتي نشرت عبر “إكس”، مجموعة تغريدات عن دورات تدريبية مجانية لتسهيل استخدام أدواتها في تطوير الألعاب.
وأطلقت خدمة “جودوت” ، صندوق دعم مالي لتتمكن من تطوير خدماتها وأدواتها المقدمة لمطوري الألعاب.
ونشر مدير الخدمة، ريمي فيرشيلدي، سلسلة تغريدات نصح خلالها المطورين بضرورة التأني في اختيار بديل لخدمات “يونيتي”، كي يتمكنوا من الوقوف على البديل الأنسب لطبيعة ألعابهم.
ومن المنتظر أن تعلن “يونيتي” سياسة التسعير الجديدة خلال الأيام المقبلة.