أفاد مسؤولون أميركيون لوكالة “رويترز”، الخميس، بأن البنتاغون يعيد تمركز قواته في النيجر، وسيسحب عدداً من الأطقم غير الأساسية، فيما تُوجه الأنظار نحو مصير القوات الفرنسية، مع بدء باريس مفاوضات بشأنهم مع مسؤولين في الجيش النيجري.
وقال المسؤولون الأميركيون، إن هذا الإجراء الذي قرره البنتاغون، يعتبر “إجراءً احتياطياً ووقائياً”، ولكنهم لم يحددوا عدد الأفراد الذين سيغادرون، وعدد من سينتقلون من القاعدة الجوية 101 في نيامي، عاصمة النيجر، إلى القاعدة الجوية 201 في أجاديز، شمال البلاد.
وذكر أحد المسؤولين لـ”رويترز”، أن هذه الإجراءات الإضافية “تمثل تخطيطاً عسكرياً حذراً يهدف لحماية الأصول الأميركية، مع مواصلة مواجهة تهديد التطرف العنيف في المنطقة”.
وأضاف: “هذا لا يغير الوضع العام لقواتنا في النيجر، ونواصل مراجعة جميع الخيارات بينما نُقَيم السبيل للمضي قدماً”.
وقبل هذا القرار، كان هناك 1100 جندي في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
ودربت القوات الأميركية على مدى العقد الماضي قوات النيجر على “مكافحة الإرهاب”، ونفذت مهاماً بطائرات مسيرة ضد تنظيم “داعش”، وجماعة أخرى في المنطقة تابعة لتنظيم “القاعدة”.
ولم يتضح بعد ما إن كانت تحركات القوات داخل النيجر جزءاً من استعدادات محتملة في حالة صدور قرار أميركي بالانسحاب الكامل للقوات من هذا البلد.
محادثات فرنسية نيجرية
ويجري مسؤولون عسكريين من فرنسا والنيجر محادثات من أجل “تنسيق العمليات على الأرض”، وذلك بعد احتجاجات في النيجر ضد الوجود العسكري الفرنسي في البلاد.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران في مؤتمر صحافي في باريس، وجود هذه المحادثات، وذلك بعدما أفادت صحيفة “لوموند” الفرنسية بأن باريس بدأت محادثات مع بعض المسؤولين في جيش النيجر لسحب بعض قواتها.
وفي مقابلة مع “الشرق”، الخميس، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا باتريس باولي، إن قرار سحب القوات الفرنسية “يعود لوزارة الدفاع”.
وذكرت “لوموند”، نقلاً عن مصادر فرنسية عدة، أنه لم يتم تحديد عدد الجنود الفرنسيين، ولا توقيت مغادرتهم حتى هذه اللحظة، مشيرة إلى أن المحادثات لا تجري مع قادة الانقلاب، بل مع مسؤولي الجيش النظامي، الذين تتعاون معهم فرنسا منذ فترة طويلة.
وقالت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة للنيجر، إنها ستنهي التعاون العسكري عقب الانقلاب، وتوقف جميع المساعدات، ولكنها ترفض حتى الآن دعوات قادة الانقلاب لسحب 1500 جندي فرنسي موجودين حالياً في النيجر.
باريس تتمسك ببازوم
وأكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية باتريس باولي في حديثه لـ”الشرق”، موقف بلاده الاعتراف بمحمد بازوم رئيساً شرعياً في النيجر.
وقال باولي إن فرنسا ترفض التفاوض مع الانقلابيين، كما ترفض سحب سفيرها من نيامي لأنه “معتمد من الرئيس بازوم”، حتى لو كان قرار المغادرة صادراً عن المحكمه العليا، التي أقرت بقانونية مغادرة السفير الفرنسي لنيامي.
وأوضح أن العودة إلى النظام الدستوري في النيجر هو “مطلب دولي، خصوصاً من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيكواس (المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا)”، وفرنسا “بطبيعة الحال”.
وفي سؤال بشأن موقف باريس المختلف بين الانقلابين في النيجر والجابون، قال: “إننا ندين أي انقلاب حول العالم، لكن الانقلاب في النيجر كان على رئيس منتخب بشكل ديمقراطي، أما الانتخابات في الجابون فقد أثارت شكوكاً فيما يتعلق بنزاهتها وشفافيتها”.
المصدر: الشرق