تستعد نقابة الممثلين في هوليوود “SAG-AFTRA” للإضراب لأول مرة منذ عام 1980، وذلك بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق عمل جديد مع الاستوديوهات الكبرى، بعد أشهر من إضراب نقابة الكتاب في هوليوود، والذي فشل حتى الآن في تحقيق مطالبهم بزيادة الأجور.
ويمثل إضراب الممثلين الذي يبدأ بعد منتصف ليل الخميس الجمعة (بالتوقيت المحلي)، المرة الأولى منذ 63 عاماً التي تشهد فيها هوليوود إضراباً لنقابتين في وقت واحد، ومن المتوقع أن يؤدي إلى توقف الصناعة، كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى نهاية أسرع لـ”الحرب العمالية في هوليوود”، بحسب موقع “أكسيوس” الأميركي.
ويتركز الخلاف الحالي حول المقدار الذي يجب أن يتقاضاه العاملون عندما يتم ترخيص عروضهم وأفلامهم على منصات البث الرقمية مثل “نتفليكس” و”ماكس”.
تعطيل إنتاج الأفلام والمسلسلات
وسيؤدي إضراب الممثلين إلى توقف استوديوهات هوليوود عن إنتاج الأفلام والمسلسلات التي يبدأ موسم عرضها عادة في سبتمبر وينتهي مع بداية الصيف، ما سيؤدي إلى زيادة الضغط على الاستديوهات ومنتجي العروض التليفزيونية.
ولكن صحيفة “وول ستريت جورنال” قالت إن منصات كـ”نتفليكس” و”ماكس” عادة ما تنتج برامجها وأفلامها قبل موعد إطلاقها الرسمي بفترة كبيرة، وكذلك استديوهات الأفلام الكبرى، ما يعني أنهم لن يتأثروا بالإضراب على أقل تقدير حتى أوائل 2024.
وبحسب “أكسيوس”، سيؤدي إضراب أكبر نقابة في هوليوود، والتي تضم 160 ألف عضو، إلى إيقاف إنتاج جميع الأفلام والمسلسلات المكتوبة، والتي تم إيقاف العديد منها بالفعل وسط إضراب الكتاب.
ويعني الإضراب أيضاً أن على الجمهور توقع المزيد من التأخير في إصدارات الأفلام والعروض التلفزيونية الجديدة، كما يعني أنَّ الأعضاء لن يقوموا بأعمال ترويجية للأفلام والبرامج التليفزيونية الضخمة القادمة، بما في ذلك فيلما “باربي” و”أوبنهايمر” الأسبوع المقبل.
وغادر نجما “أوبنهايمر” مات ديمون وإميلي بلانت العرض الأول للفيلم في المملكة المتحدة بعد وقت وجيز من إعلان الإضراب، الخميس.
فشل المفاوضات
ويبدأ الإضراب في منتصف الليل بتوقيت المحيط الهادئ، وسيكون الأعضاء في إضراب كامل الجمعة.
ووفقاً لـ”أكسيوس”، تم إحضار وسيط فيدرالي في اللحظة الأخيرة لمحاولة حل الخلافات، لكن النقابة أعلنت في وقت مبكر الأربعاء، أن عقود SAG-AFTRA للتلفزيون والمسرح ومنصات البث قد انتهت “دون اتفاق جديد”.
وانتقدت رئيسة النقابة فران دريشر بشدة خلال مؤتمر صحافي، الخميس، لشرح قرار الإضراب، موقف الاستوديوهات خلال المفاوضات.
وقالت دريشر من مقر النقابة في لوس أنجلوس: “نحن ضحايا كيان شديد الجشع. كيف يدعون الفقر وأنهم يخسرون الأموال في كل مكان مع أنهم يمنحون مئات الملايين من الدولارات لرؤسائهم التنفيذيين. إنه أمر مقزز”.
وتسبب النمو السريع للذكاء الاصطناعي في حالة من الذعر بين كل من الكتاب والممثلين وسط مخاوف من إمكانية استبدال أعمالهم أو نسخها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ورداً على الإضراب، قال “تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون”، الذي يمثل الاستوديوهات في المحادثات العمالية، إن عرضهم يتضمن “أجراً تاريخياً واقتراحاً رائداً للذكاء الاصطناعي يحمي الهوية الخاصة بالممثلين (الصوت والشكل) من احتمالات أن تتشابه معها منتجات الذكاء الاصطناعي”.