ربما تختلف ردة فعلك تجاه أحد محفزات الضغط عن ردة فعل شخص آخر، فبعض الناس لا يُستثارون بطبيعتهم، وبعضهم تصدر منه ردود فعل عنيفة عند التعرّض لمواقف لا تستدعي التوتر. وتندرج الغالبية العظمى من الناس بين هذين النقيضين.
ربما تُعزى تلك الاختلافات نسبياً إلى الجينات البشرية التي تتحكم في الاستجابة للضغط النفسي. فقد يُولد بعض الأشخاص ولديهم قدرة على البقاء في حال متّزنة، ما يقلل احتمال تعرضهم لاستجابة الهروب أو المواجهة.
وتؤدي هذه الاستجابة إلى زيادة سرعة القلب وارتفاع ضغط الدم لإمداد الجسم بالطاقة لمواجهة تهديد يتعرض له الشخص. وقد ينجم فرط الاستجابة للضغط أو ضعفها عن اختلافات طفيفة في هذه الجينات.
قد تؤثر الخبرات الحياتية أيضاً على الاستجابة لمحفزات التوتر. فأحياناً تكون ردود الفعل الناجمة عن التوتر الشديد مرتبطة بأحداث حياتية مر بها الشخص في مراحل حياته الأولى. وغالباً ما ترتفع قابلية الإصابة بالتوتر لدى الأشخاص الذين تعرّضوا للتوتر المفرط في طفولتهم.
أياً ما كان “موقفك الافتراضي” فيما يخص التوتر، فيمكنك أن تتعلّم التخلص من بعض محفزات التوتر والتعامل بطريقة أفضل مع غيرها.
تقنيات التأقلم غير الصحية
يؤدي التوتر الزائد إلى الشعور بالضيق، لذلك ليس من الغريب أن يبحث الناس عن طرق لتخفيف الألم.
وفي بعض الحالات، قد ينتج عن ذلك شرب الكحول أو تدخين التبغ، أو ارتكاب سلوكيات خطرة، أو الإفراط في تناول الطعام. وقد تعتقد أن اللجوء لهذه التصرفات يساعد على تخفيف التوتر. وفي الحقيقة، العكس هو الصحيح. فعلى سبيل المثال، يؤدي إدمان مادة النيكوتين الموجودة في السجائر إلى زيادة التوتر نتيجة الرغبة الملحّة وأعراض الامتناع.
كما أن له تأثيراً سلبياً على صحتك، فالتدخين يزيد خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان. كذلك قد يؤدي شرب الكحول للتأقلم مع التوتر إلى الإصابة باضطراب تناول الكحول أو التعرّض لمشكلات متعلقة بالتحكم في الشرب.
أما محاولة التغلب على التوتر عن طريق تناول الطعام فقد تؤدي إلى الإفراط في الأكل والسُمنة، التي ترتبط بمشكلات صحية منها أمراض القلب.
فإن ساورك القلق نتيجة اتباعك لهذه الأساليب غير الصحية للتأقلم مع التوتر بشكلٍ زائد أو مختلف بسبب التوتر، فعليك استشارة الطبيب. كذلك قد يساعد طلب المشورة من متخصص في اكتساب استراتيجيات مخصصة للتحكم في التوتر.