رايت رايتس

لا يمرض أبداً…دراسة للمضادات الحيوية في وبر “الكسلان”

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 4 دقيقة قراءة
4 دقيقة قراءة
حيوان الكسلان

سعى أحد الباحثين في كوستاريكا إلى اكتشاف مضادات حيوية جديدة من خلال دراسة البكتيريا الموجودة في وبر حيوان الكسلان، بعدما لاحظ أن هذه الثدييات الاستوائية لا تمرض إطلاقاً.

- مساحة اعلانية-

وأشار الباحث في جامعة كوستاريكا، ماكس شافاريا، إلى أنّ حيوان الكسلان “يمتلك في وبره بيئة حيوية فريدة من الحشرات والطحالب والبكتيريا، يُعتقد أنها توفر حماية له”.

وأضاف: “إذا درس أحدهم وبر حيوانات الكسلان، فسيرى حركة للعث وأنواع مختلفة من الحشرات. فهذا الوبر هو موئل واسع جداً، وعندما تعيش أنواع كثيرة من الكائنات الحية في مكان ما، ينبغي أن يكون هناك نظام يتحكم بها”.

- مساحة اعلانية-

هل يستفيد البشر؟

وذكر شافاريا، الذي نشر نتائج دراسته في مجلة “إنفايرنمنتل مايكروبايالدجي”، أنّ “هذه البكتيريا تنتمي إلى نوعي روثياً وبريفيباكتيريوم”.

وخلال أعماله البحثية التي بدأها في عام 2020، أثبت العالِم أن ما اكتُشف عبارة عن “كائنات دقيقة قادرة على إنتاج مضادات حيوية تنظّم وجود العوامل المسببة للأمراض في فرو الكسلان”، إذ تكمن المسألة فيما إذا كان سيُسمَح مستقبلاً باستخدام هذه المضادات الحيوية كالأدوية للبشر.

- مساحة اعلانية-

وجزّ ماكس شافاريا كمية من وبر 15 قرداً تنتمي إلى النوعين وأخضعها للدراسة في أحد المختبرات.

وبعد 3 سنوات من العمل البحثي، أحصى العالم حوالي 20 “مرشحاً” لإنتاج المضادات الحيوية، لكن لا يزال يتعين إجراء أبحاث كاملة لمعرفة احتمال استخدامها لدى البشر.

وأضاف شافاريا: “علينا أولاً أن نفهم نظام المناعة لدى حيوانات الكسلان، وما هي الجزيئات التي تساهم في تعزيز المناعة لديها”.

ويُعدّ اكتشاف مضادات حيوية جديدة مسألة بالغة الأهمية، لأنّ منظمة الصحة العالمية تحذّر من أن مقاومة المضادات الحيوية الموجودة حالياً، يمكن أن تسبب سنوياً بوفاة 10 ملايين شخص مع حلول منتصف القرن.

لا يمرض أبداً

وفي كوستاريكا، تدير الأميركية جودي أيفي محمية “كاهويتا” للكسلان التي أسستها مع زوجها الراحل لويس أرويو، حيث تستقبل المحمية الحيوانات المعرضة لإصابة وتوفر رعاية لها.

وكانت جودي تعيش في ألاسكا ولم تكن على علم بوجود هذه الحيوانات حتى وصولها إلى كوستاريكا.

وفي عام 1992، استقبل الزوجان أول حيوان كسلان ووفّرا علاجاً له، ومذّاك، استقبلت محميتهما الواقعة على ساحل البحر الكاريبي على بعد حوالي مئتي كيلومتر من سان خوسيه نحو ألف كسلان.

وكان من البديهي أن يلجأ ماكس شافاريا إلى جودي أيفي لدراسة الكسلان التي تلقى رعاية عقب تعرضها لصعقة كهربائية على أسلاك ذات ضغط عال، أو لحادث تصادم أو لإصابة جراء مهاجمتها من كلب، أو تلك التي انفصلت عن أمهاتها عندما كانت صغيرة.

وقالت جودي: “لم نستقبل إطلاقاً كسلاناً مريضاً وبعض الحيوانات التي احتضناها كانت معرضة لحروق نتيجة تعرضها لصعقة كهربائية وأياديها مُصابَة، لكنّ أياً من الحيوانات لم يكن مُصاباً بمرض”.

ويعتبر شافاريا أنّ الطبيعة هي أول مختبر يفترض إجراء بحوث فيه، مشيراً إلى أن البنسلين الذي اكتشفه عام 1982 البريطاني الحائز جائزة نوبل للطب ألكسندر فليمنج من الفطريات التي تصنع هذا المضاد الحيوي بشكل طبيعي.

وتعيش حيوانات الكسلان التي تضم كوستاريكا، نوعين منها هما الكسلان شاحب الحنجرة “Bradypus variegatus” وكسلان هوفماني “Choloepus hoffmanni”، فوق أشجار الغابات الاستوائية في أميركا الوسطى، وتحديداً على الساحل الكاريبي لكوستاريكا، في ظل مناخ رطب مع درجات حرارة تراوح بين 22 و30 درجة مئوية.

وتُعتبر أعداد هذه الحيوانات الموجودة أيضاً في بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والإكوادور وهندوراس ونيكاراجوا وبنما وبيرو وفنزويلا في حال “تدهور”، بحسب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم