مع الساعات الأخيرة من شهر رمضان المبارك، يسابق المسلمون الزمن استعدادا لعيد الفطر. فبعد أسابيع من الالتزامات اليومية خارج الإطار المعتاد، تأتي الأيام الأخيرة من الشهر بقائمة من المهمات الإضافية الواجب إنجازها قبل حلول العيد السعيد.
أهم تلك المهمات شراء ملابس جديدة للأطفال، وتجهيز كعك العيد أو حلوياته، ثم الفطور المنزلي في أول أيامه.
كل ذلك يشغل الحيّز الأكبر من الاهتمام لدى ربة المنزل، وقد يتحول إلى قلق مع حالة الفوضى التي قد يخلّفها الأطفال وراءهم.
لذا، علينا وضع كل شيء جانبًا، وترك مساحة للعقل كي يبدأ في ترتيب الواجبات وتقسيمها بشكل هادئ، من دون الحاجة إلى دفع فواتير إضافية من الأعباء والضغوط النفسية.
في مجموعة خاصة بالسيدات على فيسبوك، كتبت نهال السيد (28 عامًا) تسأل عن نصائح السيدات حول كيفية تنظيم وقتها قبل العيد لإنجاز مهمات ترتيب المنزل وتنظيفه -خصوصًا أنها حامل ومعها طفل لم يكمل عامه الأول بعد- من دون الاعتماد على مساعدة مدفوعة الأجر، إذ ترى أن المساعدات لا يُجدن “التنظيف العميق” مثلها.
تقول نهال: “الحقوني أنا بنهار (على وشك الانهيار)… فاضل (بقي) على العيد أسبوع، وشقتي كبيرة وأشعر بالعجز كلما فكرت في المهمات التي عليّ القيام بها، ولا أستطيع فعل شيء”.
وجاءت التعليقات تساند نهال وتدعمها بأنه ليس من الضروري أن تفعل كل شيء، إذ يكفي فقط “إنجاز ما تستطيعين، لأن الحفاظ على صحتك وصحة جنينك وطفلك أفضل من أن تحافظي على نظافة الشقة”.
لكن كيف تستطيع نهال السيطرة على حالة الهلع التي تصيبها كلما نظرت إلى الأعمال المتراكمة أمامها؟
تقول خبيرة التنظيم المنزلي هيلينا ألاكاس، في مدونتها الخاصة بشؤون المنازل وتنظيمها، إنه بإمكان كثيرات ممن يصبن بهلع الأعياد والعطلات أن يمنعن حدوث تلك الأزمة خلال انتظار العيد، وذلك عن طريق إعداد عقلنا وروتيننا اليومي لمثل هذه الأوقات المزدحمة.
وتقدم ألاكاس للنساء مجموعة من النصائح للحصول على عقل هادئ وخالٍ من التوتر قبل الأعياد والعطلات كما يلي:
لا تضعي توقعات غير واقعية لموسم الأعياد
مع اقتراب الأعياد، نبدأ الاستعداد للحصول على إجازة رائعة، ونضع الكثير من الخطط، التي لا تتناسب مع وقتنا وميزانيتنا.
لذا، عليكِ ببساطة تحديد ما تريدين فعله في العيد، والتخطيط لكل الخطوات التي تنوين فعلها، فإذا كنتِ لن تستقبلي ضيوفًا في المناسبة لسببٍ ما، فلا داعي لمزيد من الإجهاد في تنظيف معمّق، إذ يكفي التنظيف العادي. وإذا كنتِ تخططين للسفر، فعليك البدء مبكرًا قليلًا في التحضير للمكان الذي ستسافرين إليه، وترتيب ما تحتاجينه في السفر.
ابتعدي عن المقارنة
المقارنة هي سارق الفرح. لذا، لا تقارني أبدًا خطتك للعطلة بخطط سيدة أخرى. افعلي فقط ما يناسبك وأسرتك من دون النظر إلى الآخرين، كي لا ترهقي نفسك ماديًا أو معنويًا.
ضعي موازنة واقعية والتزمي بها
تعد موازنة الإنفاق أحد أهم أسباب التوتر. لذا، عليكِ وضع موازنة محددة لشراء حاجات العيد، من ملابس للأطفال والكبار، وشراء الحلويات أو تجهيزها منزليًا. وإذا كانت لديكِ خطة للسفر، فلا بد أيضًا من وضع موازنة محددة لكل يوم من أيام العطلة.
التمسّك بالروتين
ليس هناك داعٍ لأن تتحرري من الروتين اليومي الآن، فالالتزام به سيحميك من أي مفاجآت غير متوقعة.
حرّري نفسك من الضغط
عليكِ بالتقاط الأنفاس في بداية كل يوم مع اقتراب العيد.
ومع تنفيذ كل مهمة توكلينها لنفسك، ألقي نظرة على جدول المهمات، فإذا كان الشعور بالضغط والتوتر مستمرًا، احذفي مهمة، واتركيها لموعد آخر. هكذا تبدو الحياة ألطف.
كسل الأعياد وإحباط ما قبل العيد
للتعامل مع فترة كسل الأعياد والشعور بالتوتر، تقول خبيرة الإتيكيت الدكتورة رضوى صفوت إنه بإمكانكِ عدم تحويل مهمات العيد إلى عبء إضافي إذا تم الالتزام بالإرشادات التالية:
لا للكراكيب: ارفعي هذا الشعار طوال الشهر، وتخلصي فورًا من أي بقايا أو أشياء ربما تصلح للاستخدام بعد سنوات. نظفي مطبخك أولًا بأول، الدواليب (الخزائن) والجوارير، ولا تتركي شيئًا حتى اللحظة الأخيرة.
تنظيف عميق مبكّر: لا تنتظري ليلة العيد لبدء التنظيف، لكن يوميًا عليكِ البدء بالمساحات التي لا تنظفينها عادةً، كرفوف المكتبات أو أماكن التخزين، إذ إن رؤية تلك الأماكن نظيفة سيمنحك شعورًا بالانتعاش والطاقة.
المطبخ.. البدء من الآن: بعد 30 يومًا من الطهو اليومي لأكثر من صنف للطعام والحلويات، لن يمر العيد بلا استعداد خاص هو الآخر، لا سيما إذا كنتِ تستضيفين أفرادًا من العائلة والأصدقاء. لذا، عليكِ أن توفري أصنافًا من الطعام الخفيف في ثلاجتك، وبعض الحلوى والكعك الجاهز، والمشروبات التي يمكن لضيوفك إعدادها بأنفسهم. ويمكن للمقبلات السريعة التحضير والمسبقة الطهو أن توفر عليكِ عناء إعداد وجبات ثقيلة.
ضعي نفسك أولوية: لا تهملي شراء ما يسعدك للعيد، أنتِ مثل بقية أفراد العائلة، كافئي نفسك بفستان جديد، والتوجه إلى صالون التجميل، وإعداد فنجان قهوة خاص بك مع الكعك في صبيحة العيد. وضعي ورودًا وزينة ومفارش جديدة لإضفاء البهجة على المنزل. كل ذلك سيمنحك شعورًا بالرضى وينفض عنك الشعور بالتعب الذي عانيتِه من أجل أن تظل الإجازة سعيدة والعيد فرحة.