رايت رايتس

معبد الحب”دندرة”

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 6 دقيقة قراءة
6 دقيقة قراءة

ظهر أول خبر صحفي تناول قرية “دندرة” ومعبدها الشهير في قنا بجنوب صعيد بمصر،في زمن الحملة الفرنسية بين أعوام 1798-1801م، وذلك من خلال الصحف التي أسسها الفرنسيون في مصر، حيث امتلأت صحيفة “كورييه دوليجيت” بصفحات تخبر ما يجري في الأقاليم وعادات وتقاليد الشعب المصري وأشهر المعابد في الأقاليم، ومنها معبد دندرة الذي يضم عدداً من السراديب.

- مساحة اعلانية-

وأثارت التغريدات الجديدة لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك عن معبد دندرة، الانتباه لتاريخ المعبد، فقبل رحيل الحملة الفرنسية عن مصر عام 1800 أوردت الصحف الفرنسية خبرًا عن معبدي إسنا ودندرة، وأوردت أن معبدي إسنا ودندرة يعدان من أحدث المعابد المصرية القديمة، واسترسلت في نقوش الظواهر الفلكية الموجودة بالمعبد، ومنها القبة السماوية، وتواجد نقوش تمثل برج الأسد، وهى القبة التي تمت سرقتها من قبل الفرنسيين، وتم إيداعها متحف اللوفر.

ويطالب الأثريون المصريون باستردادها، وبدأت الحفائر الأثرية في دندرة بمعبد حتحور ربة الحب في منطقة الجبانة عام 1898م على يد فلندرز بتري، ثم قام فيشر بعمل حفائر في الجبانة بدندرة فيما بين سنة 1916 : 1918م، وكان في سنة ١٩٣٧وحتى سنة ١٩٤٤م.

- مساحة اعلانية-

واكتشف الأثري أحمد فخري في الجانب المقابل علي نهر النيل جبانة في الجزيرية، احتوت على دفنات عديدة ترجع لعصر حضارة البداري وحضارات نقادة، وكذلك مصاطب من الطوب اللبن من الدولة القديمة، ثم قام سلاتر بدراسة الآثار والأثاث الجنائزي بما فيه الفخار من تلك المنطقة في عام 1974م، وقام بإعادة ترتيب الفخار في تسلسل زمني في هيئة كتالوج تضمن كافة الأنماط الرئيسية من الأواني من الدولتين القديمة والوسطى، وفي ١٩٨٠م قام فريق بقيادة ستان هندركس بفحص الموقع السكني في مغارة دندرة الثانية، والتي تقع على حافة الصحراء غرب دندرة بحوالي ٥.٥ كم، وقد عثُر فيها على بقايا لها دلالات هامة على الاستيطان البشري، ومن خلال دراسة الفخار الذي تم تجميعه من المسح الأثري سنة 1996-1997 بواسطة بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بقيادة سيلفي مارشاند، تم الحصول على عبارات تفيد بوجود منطقة عمران بشري، ثم قام هيربش عام 1998م بمسح أثري.

بعدها قامت بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بقيادة سيلفي مارشاند بالعمل في منطقة العمران البشري في الفترة 1999 – 2002 م في المنطقة الشرقية من المعبد، ومن خلالها عرفنا معلومة جديدة عن الموقع ومادته الأثرية، وهو أنها منطقة سكنية أكثر من كونها منطقة جنائزية.

يضم المعبد مجموعة من السراديب تقدر بـ12 سردابًا، كانت مغلقة بالمعبد ما عدا واحد منها فقط، موجود خلف قدس الأقداس كان مفتوحا للزيارة، أما السراديب الأخرى الباقية مُغلقة، وتم الانتهاء من ترميم ثلاثة منها، وافتتاحها للزيارة للجمهور.

- مساحة اعلانية-

والسرداب الوحيد الذي كان مفتوحًا للزيارة لاحقته الخرافات، حيث نشر المؤمنون بلعنة الفراعنة أحاديث بأن الفراعنة توصلوا إلي اختراع الكهرباء، وقال عبد الحكيم الصغير، مدير معبد دندرة، في تصريحات لــ”بوابة الأهرام” إن معبد دندرة لجماله وروعته لم يسلم من خرافة أن الفراعنة اكتشفوا الكهرباء؛ حيث بدأت الخرافة بقراءة رسومات تمثل شكل احتفالات برأس السنة الجديدة عند الفراعنة، حيث يكشف الرسم عن رجل ضخم الجثة يحمل بيده شيئا أشبه ما يكون بغطاء زجاجي “كمثري الشكل” منتهية بسلك وهي الرسمة التي جعلت البعض يعتقد أنها لمبة كهربائية حديثة.

وأضاف الصغير أنه بقراءة الرموز بشكل علمي في السرداب الأول يؤكد أن الفراعنة كانوا يعبرون عن مظاهر الكون وكيف خرجت الكائنات للحياة من المياه، مشيرًا إلى أن الفراعنة لم يعرفوا الكهرباء وأن كافة الأقاويل التي تؤكد أن بالمعبد رمزًا للكهرباء هي أقوال خاطئة، لافتا إلى أن عدم فهم اللغة الهيروغليفية ورموزها تجعل هذه الأقاويل الكاذبة تزداد شيوعا رغم عدم دقتها العلمية.

وتحوى دندرة بقنا آثاراً في غاية الأهمية، والتي ترجع إلى عصور متباينة بداية من عصر ما قبل التاريخ، وحتى العصر القبطي بعد ميلاد السيد المسيح، مرورًا بعصور مصر التاريخية المختلفة كلها، واستحقت بعد ذلك كله أن تأخذ مكانها بين المدن الأثرية في التاريخ.

ويؤكد الصغير أنه يمكن أن نطلق علي دندرة مدينه العصور التاريخية أو المدينة ذات التاريخ المفتوح، وقد تميزت دندرة خلال عصر الانتقال الأول بالحكام الأقوياء الذين تركوا سيرا ذاتية تمثل أحد أهم السير الذاتية المعروفة من تلك الفترة، وقد ذكر فيها أصحابها ارتباطهم بالخدمة لعبادة المعبود الإقليمي، وهو ما لم تعرفه السير الذاتية حتى الأسرة السادسة.

وازدهرت دندرة في عصر الأسرة الحادية عشر تحت حكم منتوحتب الثاني الذي كرس مقصورة للزورق المقدس الخاص بحتحور، وكذلك عثر على بعض مقابر كبار الموظفين من الأسرة الحادية عشر، وعُثر أيضاً على بعض اللوحات المؤرخة بفترة الأسرة الحادية عشرة من دندرة ومحفوظة بالمتحف المصري بالقاهرة.

وشهدت دندرة اهتمامًا كبيرًا من ملوك الدولة الحديثة مثل أحمس الذي عثر له على كتلة حجرية مستديرة ربما تمثل جزء من عتب لمدخل مقصورة، كما ذكرت النصوص المسجلة على جدران السرداب الجنوبي أن الملك تحتمس الثالث أعاد تخطيط المعبد ونظم الخدمة والطقوس الشعائرية فيه ويُفهم منها أنه أعاد بناءه، وكذلك قسم الأعمال المنوط في الكهنة القيام بها، كما أقام لوحه في معبد دندرة تشير لاحتفاله بعيد الحب “سد”.

وأوضح عبد الحكيم الصغير فى دراسته الجامعية، أن المجسات التي أُجريت حول المعبد وفي أماكن بالقرب من السور المحيط بالمعبد، وأظهرت أن هناك بعض النشاط تم تأريخه بعصر الانتقال الثالث من الأسرات الحادية والعشرين والثانية والعشرين يضم المعبد الحالي الذي بُني في عصر البطالمة نقوش كليوباترا، وابنها قيصرون، ومشاهد عن الحب والأمومة والربة حتحور، كما يضم حجرة الوحي والكنز، وغيرها من النقوش البديعة.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم