دور الرعاية الخاصة بالمسنين في العاصمة السورية،تواجه واقعا أليماً خاصة بعد ارتفاع تكلفة الإقامة إلى 18 مليون ليرة سورية سنويا (ما يعادل 4 آلاف دولار)، وهي تكلفة قد ترتفع إلى 24 مليون ليرة، في ظل انهيار قيمة العملة السورية أمام صعود الدولار.
وفي لقاء عبر راديو “ميلودي إف إم” المحلي، قال مدير “دار الكرامة” لرعاية المسنين، جورج سعدة، إن “نسبة النزلاء في الدار ارتفعت 10 أضعاف قبل أزمة البلاد، معللا السبب بـ”العامل الاقتصادي والمجتمعي”.
وأكد سعدة عدم قدرة الدار على استقبال نزلاء جدد، قائلا: “هناك حاجة ملحة لتشييد دار حكومية جديدة لتخفيف الضغط على دار الكرامة، فعدد الطلبات التي تقدم للدار ارتفعت من نحو 30 أو 40 إلى 500 طلب”.
وتقدم دور رعاية المسنين والعجزة الخاصة، خدماتها للمقيمين بتكلفة سنوية تصل إلى 18 مليون ليرة (4 آلاف دولار)، وهي تكلفة “لا تشمل الأدوية والعمليات الجراحية”، بحسب سعيد أبو ريما، الذي عمل محاسبا لدى عدد من دور رعاية المسنين والعجزة غير الحكومية.
وأوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الخدمة الصحية التي تقدمها الدار، هي إجراء فحوصات شهرية أو نصف سنوية للمقيمين”.
أبو ريما أكد على “ارتفاع تكلفة إقامة المقيم في الدور الخاصة، من مليون ونصف شهريا إلى مليونين في بعض دور الرعاية، أي ما يعادل 370 دولارا”.
وقال: “بعض دور الرعاية رفعت أسعار الإقامة إلى 24 مليون ليرة، وهذه الأسعار الكاوية قد ترمي بالمسن في الشارع”.
الأسباب
ورصدت “سميرة صفد”، وهو اسم مستعار لمديرة أحد الدور الخاصة في دمشق، أسباب ارتفاع تكلفة إقامة المسنين في الدار، إلى “تدني مستوى الليرة السورية”.
وقالت: “دفع الرسوم يتم عادة بالليرة السورية، ورغم أن الدار تراعي الوضع الاقتصادي لذوي المسن، فإن التكلفة تحدد بحسب الخدمات النوعية المقدمة، من نوعية الطعام والشراب وتوفير التدفئة، في ظل انعدام الكهرباء وندرة المازوت والغاز”.
وتابعت: “تضطر الدار لشرائهما من السوق السوداء بمبالغ كبيرة، فجرة الغاز الواحدة نشتريها بـ 200 ألف ليرة سورية، ونحتاج في الشهر أكثر من 6 أنابيب غاز وأحيانا 7. كما أن لتر المازوت نشتريه من سماسرة السوق السوداء لعدم تخصيص الحكومة لدور رعاية المسنين حصصهم من موارد الطاقة”.
واستطردت صفد لموقع “سكاي نيوز عربية”: “نضطر أحيانا لتقديم الأدوية للمقيم في حال مرضه، وتقديم الرعاية الطبية له باستثناء العمليات الجراحية، فهي مكلفة على دور الرعاية، مثل عمليات زرع الكلى، التي تكلف أكثر من 30 ألف دولار، وه مبلغ يفوق حجم ميزانية الدار”.
من جانبه، تحدث برجس سليمان، الذي عمل كطبيب خاص لعدد من دور الرعاية، لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن أسباب ارتفاع نسبة المسنين المقيمين في دور الرعاية.
وقال: “عانى المسنون السوريون من ويلات الحرب والأزمات التي تضرب البلاد منذ 2011، من بينها جائحة كورونا، كما أن العديد منهم فقدوا منازلهم وأبناءهم وموارد رزقهم وممتلكاتهم في الحرب. بعضهم فقد عائلته بالكامل وما من معيل لهم في هذه الحياة سوى بيت المسنين”.
وبحسب تقارير صحفية، فإن عدد دور المسنين في سوريا بلغ 20 دارا، 2 منها حكومية، وهي “دار الكرامة” بدمشق، و”ميرة الأوقاف الإسلامية التابعة لها” في مدينة حلب، وتقدم خدماتها مجانا، إلى جانب 18 دارا أخرى تتبع لجمعيات أهلية، تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.