رايت رايتس

“بوي” تلقى رواجا بين السعوديات

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 4 دقيقة قراءة
4 دقيقة قراءة

باتت قصة الشعر المعروفة “آلا غارسون” التي يُقصر فيها الشعر بما لا يتجاوز أعلى الرقبة، رائجة لدى كثير من السعوديات خلال الآونة الأخيرة، ويطلق عليها في التسمية المحلية “BOY” أي “ولد”، وذلك لأن قص الشعر بهذا الطول كان سمة رائجة بين الذكور بشكل حصري، فيما اعتادت الفتيات في السعودية إطالة شعورهن بصفته الشكل التقليدي للمرأة.

- مساحة اعلانية-

لكن بات شائعاً خلال الآونة الأخيرة ملاحظة انتشار تقصير الشعر بهذا الشكل بين السعوديات مع تزايد خروج النساء علناً من دون غطاء للرأس، خصوصاً في مدينتي الرياض وجدة الأكثر انفتاحاً.

وقالت صافي (26 عاماً) التي فضلت استخدم اسم مستعار، “بداية اخترتها قبل سبع سنوات تماشياً مع الموضة. كانت قصّة مريحة وتقلل الضغوط”.

- مساحة اعلانية-

وكانت صافي تترك شعرها لينمو وينسدل على كتفيها بين وقت لآخر، لكن انتقالها منذ ثلاث سنوات من مدينتها الجنوبية المحافظة للعمل في الرياض جعلها تقرر الاحتفاظ بقصة الشعر القصيرة.

واستفادت صافي من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي دفعت بآلاف النساء إلى سوق العمل، وأزالت الحظر المفروض عليهن لقيادة السيارات وحضور الفعاليات الرياضية والحفلات المختلطة.

وقالت الشابة التي ارتدت معطفاً طبياً أبيض وحذاء رياضياً، “الناس تحب أن ترى مظاهر الأنوثة في أي امرأة. أحببت أن يراني الناس في شكل الأولاد فلا يتعرض أو يقترب مني أحد”.

- مساحة اعلانية-

وتابعت صافي، “القصة كانت بمثابة درع يحميني من الناس والمجتمع ويمنحني القوة”، خصوصاً أنها تعيش بمفردها بعيداً من عائلتها.

وبالنسبة إلى البائعة السعودية روز، فإن الأمر لا علاقة له بفكرة التشبه بالرجال، “هذه القصّة تعطيني قوة وثقة بنفسي وأشعر أنني مختلفة وقادرة على فعل ما أريد من دون وصاية أحد”.

وتابعت الفتاة النحيلة التي ارتدت عباءة سوداء تقليدية، “في البداية رفض أهلي القصّة لكنني صممت ومع مرور الوقت اعتادوا على ذلك”، خصوصاً مع انتشارها بين النساء.

وترفض الثلاثينية نوف التي تعمل في متجر لأدوات التجميل النسائية، وصف القصة بكونها “تحدياً للمجتمع”، لكنها تعتبرها “إظهاراً لقوة النساء”.

وتابعت الفتاة السمراء التي وضعت قرطاً صغيراً في أنفها، “نريد أن نقول إننا موجودات ودورنا في المجتمع لا يختلف كثيراً عن الرجال”.

وقالت لميس، وهي مصففة الشعر، إن “قصّة (بوي) أصبحت منتشرة جداً حالياً، وزاد الطلب عليها خصوصاً بعد دخول النساء سوق العمل بكثرة”.

وتابعت، “على الأقل من سبع إلى ثمان زبونات من أصل 30 يومياً يطلبن هذه القصة”، موضحة أن القصّة كانت منتشرة بالفعل، “لكن كن يرتدين الحجاب، والآن برز انتشارها مع انخفاض عدد اللواتي يتردينه”.

ومعظم الزبائن من الفئات العمرية بين 16و20 عاماً أو أكبر من 25 عاماً، بحسب ما أفادت ثلاثة صالونات في الرياض.

وبالنسبة إلى بعض النساء العاملات فإن هذه القصة “عملية ومريحة” وتوفر عليهن وقتاً.

وقالت عبير التي تدير معرضاً لملابس الرجال في وسط الرياض، “أنا امرأة عملية وليس عندي وقت للاهتمام بشعري”.

وقلصت السعودية خلال السنوات الأخيرة قواعد الوصاية التي تمنح الرجال سلطات واسعة على النساء من عائلاتهم، وتشكل النساء نحو 36 في المئة من قوة العمل، أي أكثر من الهدف المبدئي المنشود في نهاية العقد والبالغ 30 في المئة.

وأفادت منسقة الأزياء المصرية مي جلال أنّ قص نجمات في العالم العربي شعورهن على هذا الشكل يشجع مزيداً من النساء على خوض التجربة، وقالت جلال إن “المرأة التي تقص شعرها بهذا الشكل شخصيتها قوية لأنه ليس من السهل على النساء الاستغناء عن شعرهن”.

وتنشر صالونات تصفيف الشعر السعودية باستمرار صوراً لهذه القصة القصيرة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب مزيد من الزبائن.

تم وضع علامة:
شارك هذه المقالة
ترك تقييم