ظهر الرئيس التونسي قيس سعيّد اليوم الاثنين، في لقاء مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن، في القصر الرئاسي، في أول نشاط رئاسي علني له منذ أسبوعين، وبثت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، على موقع فيسبوك، اللقاء في مقطع فيديو ظهر فيه الرئيس بوجه مرهق، ولكنه قال إن التنسيق ظل مستمرا مع رئاسة الحكومة وبين مؤسسات الدولة.
كما كانت علامات الإرهاق بادية أيضا في صوت الرئيس سعيّد، الذي نفى حالة الشغور في المنصب أو “التعذر الوقتي” لأداء المهام كما وصف الترويج لمرضه بالدعوة إلى الانقلاب على السلطة. وقال سعيّد “المس بالسلم الأهلية في تونس غير مقبول”.
ولم يظهر الرئيس التونسي في أي نشاط علني منذ يوم 22 آذار/مارس الماضي، وتحدثت تقارير عن متاعب صحية تعرض لها ولكن الرئاسة لم تذكر أي معلومات بهذا الشأن.
من جانبه، رفض وزير الصحة التونسي، الرد على اسئلة الصحافيين حول صحة الرئيس.
فيما طالبت جبهة الخلاص الوطني المعارضة اليوم الاثنين، الحكومة التونسية بإنارة الرأي بشأن حقيقة غياب الرئيس عن الأنظار.
وعزز الرئيس التونسي المنتخب بأغلبية واسعة في 2019، من صلاحياته بشكل واسع في الدستور الجديد الذي وضعه عبر استفتاء شعبي، عقب إعلانه التدابير الاستثنائية في 2021 وحله البرلمان وعدة هيئات دستورية أخرى بدعوى مكافحة الفساد والفوضى بمؤسسات الدولة. وتتهمه المعارضة بالتأسيس لحكم فردي.
وفي سياق منفصل، قالت الرئاسة التونسية، يوم الاثنين، إن الرئيس قيس سعيّد أعطى تعليمات للبدء بإجراءات تعيين سفير في العاصمة السورية دمشق.
وقال الرئيس سعيد في لقائه بوزير الخارجية التونسي نبيل عمار في القصر الرئاسي إنه “يتعين التمسك بمبادئ السياسة الخارجية للدبلوماسية التونسية، ومن أهمها عدم الانخراط في أي محور واستقلال القرار الوطني”.
وستكون إعادة السفير خطوة رسمية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين تونس وسوريا بشكل كامل، بعد أن قطعت منذ 2012 بقرار من الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، دعما للانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وقبل شهر، قال سعيّد إنه يريد اعادة السفير التونسي في دمشق، وصرح آنذاك في لقائه بوزير الخارجية “مسألة النظام في سوريا تهم السوريين وحدهم، وتونس تتعامل مع الدولة السورية، ولا دخل لها إطلاقا في اختيارات الشعب السوري”.
المصدر: DW