توغلت دبابات إسرائيلية في شرق رفح ووصلت إلى بعض المناطق السكنية الثلاثاء في تصعيد لهجوم إسرائيل على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة والتي يحتمي بها أكثر من مليون شخص مما أثار مخاوف من تزايد القتلى المدنيين.
ودعا حلفاء لإسرائيل ومنظمات إغاثة مرارا إلى وقف التوغل البري في رفح المكتظة بالنازحين حيث تقول اسرائيل إن أربع كتائب تابعة لحماس تتحصن هناك وإن العملية ضرورية للقضاء على فلول المقاتلين.
اشتد وطيس القتال في أنحاء القطاع في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك الشمال، مع عودة الجيش الإسرائيلي للمناطق التي زعم أنه فكك فيها حماس قبل أشهر.
واستمرت معارك ضارية حتى وقت متأخر من الثلاثاء في مخيم جباليا مترامي الأطراف الذي أقيم للنازحين قبل 75 عاما في شمال القطاع.
وفي رفح، قال سكان فلسطينيون بعد ظهر الثلاثاء إنهم شاهدوا دخانا يتصاعد فوق الأحياء الشرقية وسمعوا أصوات انفجارات عقب قصف إسرائيلي لمجموعة من المنازل.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، إنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية بصاروخ الياسين 105 في حي السلام شرق رفح مما أدى إلى مقتل بعض أفراد طاقمها وإصابة آخرين.
وأحجم الجيش الإسرائيلي عن التعليق.
وفي عرض موجز لتحركاته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قضت على “عدة خلايا لمخربين مسلحين” في معارك مباشرة على جانب قطاع غزة من معبر رفح. وفي شرق رفح، قال الجيش الإسرائيلي إنه قضى أيضا على خلايا مسلحة وموقع إطلاق تُطلق منها صواريخ على قوات الجيش الإسرائيلي.
* “لا مكان آمن”
قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الثلاثاء إن جوتيريش يشعر بقلق بالغ من التصعيد الإسرائيلي في رفح وما حولها، ومن إطلاق حماس العشوائي للصواريخ هناك.
وأضاف دوجاريك “يتعين احترام وحماية المدنيين في جميع الأوقات، في رفح وفي غيرها من مناطق غزة. بالنسبة للناس في غزة، لا يوجد مكان آمن الآن”، مضيفا أن جوتيريش دعا مرة أخرى إلى وقف لإطلاق النار على الفور لأسباب إنسانية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن مهمة “منع حدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة تقع الآن على عاتق أصدقائنا المصريين”. وأضاف أنه يتعين “إقناع مصر بإعادة فتح معبر رفح”.
وأثارت التعليقات ردا غاضبا من وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي قال في بيان إن سيطرة إسرائيل على معبر رفح وعملياتها العسكرية في المنطقة هي العائق الرئيسي أمام إدخال المساعدات.
وتقدر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة أن زهاء 450 ألف شخص فروا من رفح منذ السادس من مايو.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب دفعت الكثير من سكان غزة إلى شفا المجاعة ودمرت المنشآت الطبية بالقطاع، إذ تعاني المستشفيات التي لا تزال تعمل من نقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء وغير ذلك من الإمدادات الأساسية.
وقالت محكمة العدل الدولية إنها ستعقد جلسات استماع يومي الخميس والجمعة لبحث إجراءات طوارئ جديدة طلبت جنوب أفريقيا فرضها بسبب الهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح في قطاع غزة. وتقول قطر إن العملية الإسرائيلية في رفح أدت لتعثر محادثات وقف إطلاق النار.
ويأتي طلب جنوب أفريقيا في إطار قضية مستمرة تتهم فيها إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، ووصفت إسرائيل القضية بأنها لا أساس لها من الصحة. وقالت المحكمة إن إسرائيل ستقدم يوم الجمعة آراءها بشأن الشكوى الأخيرة لجنوب أفريقيا.
أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء للنازحين للانتقال من مناطق بشرق رفح منذ أسبوع، وشملت أوامر إخلاء جديدة سكان مناطق أخرى يوم السبت.
وينتقل الناس لأراض خاوية، بما في ذلك منطقة المواصي وهي شريط محاذ للساحل تصفها إسرائيل بأنها منطقة إنسانية. وحذرت وكالات الإغاثة من أن المنطقة تفتقر للمنشآت الصحية وغيرها من المرافق اللازمة لاستيعاب تدفق النازحين.
* تصاعد حصيلة القتلى
تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الحالية 35 ألفا حتى الآن، بحسب مسؤولي الصحة في غزة الذين لا تفرق أرقامهم بين المدنيين والمقاتلين. وقالوا إن 82 فلسطينيا قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أعلى عدد من القتلى في يوم واحد منذ أسابيع.
وفي حي الزيتون بمدينة غزة في الشمال، هدمت جرافات إسرائيلية مجموعات من المنازل لشق طريق جديد للدبابات لتتجه إلى الضواحي الشرقية.
وقال مسعفون إن غارة على منزل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة عدد آخر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قضى على عشرات من مقاتلي حماس في جباليا وأبطل مفعول شبكة عبوات ناسفة زُرعت في المنطقة. وفي حي الزيتون، عثرت القوات خلال تحركها على فتحات أنفاق ودمرت عددا من منصات إطلاق القذائف الصاروخية.
ومع اشتداد القتال، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الثلاثاء إن محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود.