هاجم مسؤول أمني إسرائيلي سابق الجيش، بعد نشر صور لأسرى شباب ورجال من قطاع غزة، مجردين من ملابسهم إلا الداخلية، ومقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين.
واتهم المسؤول السابق، الذي تحدث إلى “جيروسالم بوست” من دون أن تذكر الصحيفة الإسرائيلية اسمه، الجيش بفبركة بعض اللقطات في الصور التي قال إنها “غير منطقية”.
وقال إن “الهدف من هذه الصور إيصال صدى لدى الجمهور الإسرائيلي، وإن كان ذلك ضمن فئة سكانية محددة، لكن فعاليتها غير مؤكدة”.
كما أثار المسؤول السابق نفسه مخاوف بشأن ظهور بعض الأحداث “بشكل مدبر”.
فعلى سبيل المثال، في مقطع فيديو نشر مؤخرا يمكن رؤية رجل مسن يرتدي ملابسه الداخلية، وهو يتحرك إلى مقدمة الصف ويضع سلاحه أرضا.
وبحسب المسؤول السابق، فإن هذه الصورة بالذات “تثير العديد من الأسئلة”.
وقال: “تحت أي ظروف يجب على شخص ما خلع ملابسه قبل تسليم سلاحه؟ منطقيا يجب تسليم السلاح أولا ثم خلع الملابس”.
بالإضافة إلى ذلك، يشير المسؤول السابق إلى أنه “ليس كل شخص هناك إرهابيا. يتم استجواب بعض الأشخاص ميدانيا وإطلاق سراحهم، بينما يخضع عدد قليل فقط لمزيد من التحقيق في إسرائيل”.
ويخلص المسؤول إلى أن “الدخول في مسابقة إذلال مع حماس لا يستحق كل هذا العناء”، مسلطا الضوء على أن “حماس تمتلك مقاطع فيديو من 7 أكتوبر لإسرائيليين في مواقف مهينة بنفس القدر”.
وحذر المسؤول السابق من أن “محاولة تعزيز الروح المعنوية الوطنية من خلال هذه التصرفات، قد تؤدي إلى ضرر نفسي على الساحة الدولية”.
ماذا حدث؟
بثت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، لقطات لرجال مجردين من ملابسهم باستثناء الداخلية، وبدا بعضهم يسلمون أسلحة.
تم تداول تلك الصور ومقاطع الفيديو بشكل واسع قبل، لتثير الغضب عبر منصات التواصل الاجتماعي.
بحسب مراجعة أولية لقسم تقصي الحقائق في “فرانس برس”، ورغم صعوبة التحديد الدقيق للمواقع الجغرافية للصور بدقه، يبدو أن بعض اللقطات أخذت في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
في مقطع ثان، تظهر مجموعة من الرجال معصوبي الأعين يجلسون وأيديهم مقيدة من الخلف، بينما يراقبهم جنود إسرائيليون.
الأحد قالت حماس إن الرجال ليسوا من عناصرها.
قال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، إن “ادعاءات الاحتلال أنهم من حماس كاذبة ولا أساس لها من الصحة والواقع”.
وصف الرشق المشهد بأنه “فصل من فصول مسرحية مكشوفة وسخيفة، دأب الاحتلال على فبركتها من أجل صناعة نصر مزعوم على رجال المقاومة”.
أفاد الجيش الإسرائيلي أنه كثيرا ما يجرد أشخاصا من ملابسهم في حال كانوا يشكلون تهديدا.
أضاف في بيان إن قواته كانت في جباليا والشجاعية شمالي قطاع غزة في ذلك الوقت، وأنه يجري اعتقال واستجواب أفراد يشتبه في تورطهم في “نشاط إرهابي”.
بحسب الجيش فإنه يقوم “بإطلاق سراح الأشخاص الذين يتبين أنهم لا يشاركون في أنشطة إرهابية”، مشيرا إلى أن معاملته للمعتقلين تتم وفقا لقواعد القانون الدولي.
أضاف: “في كثير من الأحيان يكون من الضروري على المشتبه بهم الإرهابيين خلع ملابسهم حتى يتسنى تفتيشها والتأكد من أنهم لا يخفون سترات ناسفة أو غيرها من الأسلحة”.