قال الرئيس التنفيذي، لـ توتال إنرجيز باتريك بويانيه، إن هناك طلبا قويا على النفط خلال عام 2023، والسوق تشعر بتداعيات نقص الاستثمارات.
وعلى هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2023″، قال بويانيه في حديث خاص لسكاي نيوز عربية، إن الأسعار الحالية للنفط تشجع المنتجين على ضخ استثمارات جديدة في القطاع.
وأضاف قائلا: “هناك طلب إضافي يزيد عن 2 مليون برميل يوميا هذا العام، ونحو مليون برميل إضافي متوقعة في العام 2024، وبالتالي هناك طلب من جانب وعرض في الجانب الآخر”.
وسجلت أسواق النفط ارتفاعا ملحوظا في الربع الثالث من العام الحالي بنحو 27 بالمئة، وفي وقت يقترب فيه خام برنت من مستويات المئة دولار للبرميل بدعم من شح الإمدادات، وآمال تحسن بيانات الاقتصاد الكلي من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
وبالحديث عن أسعار النفط، قال باتريك بويانيه إنه من الممكن تجاوز أسعار النفط 100 دولار للبرميل، مشيرا إلى أن أرامكو السعودية بدأت بالفعل بيع النفط بسعر 100 دولار للبرميل، رغم أن سعر خامي برنت والأميركي الخفيف مازال أقل بـ 5 دولارات، أما الخام السعودي الخفيف فعند 100 دولار للبرميل.
لكن الرئيس التنفيذي، لـ توتال إنرجيز باتريك بويانيه فحذر من ضرورة عدم ارتفاع الأسعار بشكل كبير لدرجة تجعل العملاء يشتكون.
وتابع قائلا: “أوبك+ تقوم بدورها، يمكنني القول إن السعودية وروسيا مستمرتان في التحكم في إمداداتهما.
طاقة الحاضر
في سياق متصل، شدد الرئيس التنفيذي، لـ توتال إنرجيز باتريك بويانيه، على أهمية مواصلة الاستثمار في حقول جديدة للنفط والغاز لتمكن من تلبية الطلب.
وأوضح قائلا: “بعد مرور عدة سنوات من النقص في الاستثمارات في هذا القطاع بدأنا نشهد الآثار والنتائج على جانب الإمدادات، وبالتالي لا توجد مرونة كبيرة في جانب العرض، والطلب جيدا، والأسعار ترتفع… الأمر الذي يعد مشجعا للاستثمار.
“عندما ترتفع الأسعار وتعود إلى 95 دولارا للبرميل أعتقد أننا سنرى مزيد من الاستثمارات، وأعلم أن هناك نقاش دائر لأسباب تتعلق بالتغير المناخي حول الاستثمار في قطاع النفط، وهل يجب علينا الاستثمار في قطاع النفط. ولكن في الواقع هذه هي طاقة اليوم”، بحسب تعبير الرئيس التنفيذي، لـ توتال إنرجيز باتريك بويانيه.
وأكد أن هناك زيادة في الطلب، لذا علينا مواصلة الاستثمار في حقول جديدة حتى يمكننا تلبية الطلب وهذه مسؤوليتنا، وبالتالي أعتقد أننا سنشهد مزيد من الاستثمارات في الشهور القادمة.
أزمة الغاز في أوروبا
بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، اجتاحت أزمة نقص الغاز القارة الأوروبية (وخاصة الدول الأكثر اعتمادا على الغاز الروسي) على وقع العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على موسكو، وذلك لأن الغاز الروسي كان يعد هو المصدر شبه الرئيسي لتوليد الكهرباء واحتياجات الطاقة لأغلب دول القارة العجوز.
تعتمد بعض الدول الأوروبية بشكل حصري على الغاز الروسي، وبنسبة تقترب من 100 بالمئة مثل جمهورية شمال مقدونيا والبوسنة والهرسك ومولدوفا.
كما أن الاعتماد على إمدادات الغاز الروسي، بلغ نسبة تجاوزت الـ 90 بالمئة بالنسبة لفنلندا ولاتفيا، أما بلجيكا فبلغت نسبة تبعيتها للغاز الروسي، 77 بالمئة، ألمانيا 49 بالمئة، إيطاليا 46 بالمئة، بولندا 40 بالمئة، وأما فرنسا فوصلت النسبة إلى 24 بالمئة.
وحول أزمة الغاز التي اجتاحت العالم بشكل عام وأوروبا بشكل خاص، قال الرئيس التنفيذي، لـ توتال إنرجيز باتريك بويانيه، “أعتقد بوضوح أن 2022 كان أزمة كبيرة، لأنه كان هناك انخفاض مفاجئ مقداره 50 مليون طن تقريبا من الغاز الطبيعي المسال، والتي كان من المفترض أن تذهب إلى أوروبا، ولكني أعتقد أننا قد تجاوزنا هذه الأزمة”.
لكنه حذر من أن سوق الغاز الطبيعي المسال مازال ضعيفا.. والسبب في ذلك من وجهة نظره:
- أننا نرى هذا الطلب على الغاز الطبيعي المسال في أوروبا، والذي لم يكن متوقعا خاصة بعد وقف استيراد الغاز الروسي
- وفي مقابل هذا الطلب المتزايد، ليس لدينا زيادة كبيرة في الإمدادات قبل 2026 أو 2027
- الإضرابات في إحدى محطات إنتاج الغاز الطبيعي المسال في أستراليا، مما تسبب في ارتفاع الأسعار في أوروبا بنسبة 30 بالمئة
- إذا كان الشتاء معتدلا، فستكون الأمور جيدة، أما إذا كان الشتاء باردا، فسنشهد ارتفاعا في الأسعار مرة أخرى لأنه في الواقع ليس لدينا مخزونات كافية في أوروبا لتخطي فصل الشتاء
وقال باتريك “اعتبارا من 2026 و2027، ستكون هناك زيادة في المعرض من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، وبالتالي سيكون السوق أفضل للأوروبيين”.
خطط زيادة الإنتاج
أكد الرئيس التنفيذي، لـ توتال إنرجيز باتريك بويانيه، في حديث خاص لسكاي نيوز عربية على هامش مؤتمر أديبك 2023، أن نشاط الشركة الرئيسي هو النفط والغاز لذلك كنا قد أعلنا سابقا عن زيادة في إنتاجنا.
وقال “توتال تؤمن بمستقبل الغاز الطبيعي المسال كأحد أهم عناصر التحول في مجال الطاقة، لذلك نحن نركز أولا على الغاز الطبيعي المسال، فنحن ضمن أكبر ثلاثة لاعبين في قطاع الغاز الطبيعي المسال في العالم، وعلى وجه الخصوص أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، ولدينا قدرات كبيرة للغاز الطبيعي المسال في أوروبا”، موضحا أن الغاز الطبيعي لديه دور مهم يلعبه في الصين والهند.
وبالحديث عن استثمارات الشركة في الشرق الأوسط، أعرب الرئيس التنفيذي، لـ توتال إنرجيز باتريك بويانيه، عن سعادته بمشاريع الشركة في الشرق الأوسط نظرا لانخفاض تكلفة استخراج النفط والتي قد تصل إلى 5 دولارات للبرميل.
كما ذكر بويانيه، أنه في 2023، كانت هناك زيادة لأعمال شركة توتال إنرجيز في الشرق الأوسط من خلال الاستحواذ على امتياز في حقل صرب وأم اللولو، كما تم إطلاق مشروع جديد في جنوب العراق.
وأوضح أن الوجود الكبير للشركة في الشرق الأوسط كان السبب وراء جعلنا من أكثر الشركات تحقيقا للأرباح، حيث يمكنك أن تنتج النفط بتكاليف منخفضة، مما يساعدنا على تحقيق الأرباح.
“كما أعلنا هذا العام عن مشروع كبير جدا لإنتاج البتروكيماويات مشروع أميرال مع أرامكو، ونتعاون أيضا مع أرامكو في بعض مشروعات الغاز ولدينا أيضا في لبنان وهو مشروع استكشاف فقط، دعونا نتمهل ونرى ما سنكتشفه، ولدينا مشروع استكشاف أيضا في قبرص، وقد طورنا آخر موقع في ليبيا وفي الجزائر”، بحسب تصريحات باتريك بويانيه.
وقال أيضا إن توتال تأسست في الشرق الأوسط، تأسسنا في العراق في العام 1924، ورجعنا إلى العراق في 2023، وهو تاريخ طويل، وفي العام القادم سنشهد مرور 100 عام على وجودنا في العراق.. ومرة أخرى أعتقد أن لدينا رؤية ثاقبة، ويسعدنا أن نقوم بتطوير أعمالنا.
تسريع تحول الطاقة
كما أكد الرئيس التنفيذي، لـ توتال إنرجيز باتريك بويانيه، إن شركة توتال إنرجيز ستكون بالطبع واحدة من العشرين شركة عالمية داعمة لمنصة تسريع تحول نظام الطاقة التي أعلن عنها الدكتور سلطان الجابر. معربا عن أمله في أن تشارك العديد من شركات النفط والغاز في هذه المنصة المهمة للغاية.
وكان الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، والرئيس المعيَن لمؤتمر الأطراف “COP28″، قد جدد الدعوة إلى ضرورة مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرّات بحلول العام 2030، وذلك خلال كلمته أمام معرض ومؤتمر “أديبك2023”.
وحث الجابر قطاع النفط والغاز على دعم النمو والتقدم والعمل المناخي الفعال من خلال تعزيز جهود خفض الانبعاثات، مشيرا إلى أن أكثر من 20 شركة نفط وغاز عالمية أبدت استعدادها لوضع هدف للوصول لصافي صفر انبعاثات بحلول أو قبل 2050.
وقال: “الركيزة الأولى لاستراتيجية توتال هي أننا بحاجة إلى تخفيض كل الانبعاثات الناتجة عن إنتاج النفط والغاز …. ولنكن جادين، توتال تريد تخفيض الانبعاثات بنسبة 40 بالمئة ما بين 2015 وحتى 2030”.
وتابع قائلا: يسعدني أن أعلن لوزير المناخ بالولايات المتحدة جون كيري أننا مستعدون للمشاركة في صندوق خاص للميثان، وسنساهم بمبلغ قدره 25 مليون دولار في هذا الصندوق”.
وشدد على ضرورة مشاركة صناعة النفط والغاز في مكافحة الانبعاثات وأن تكون جزء من التحول في مجال الطاقة بسبب ما يملكه القطاع من الهندسة والتكنولوجيا والأموال، مؤكدا ضرورة الاستثمار في الطاقة النظيفة.
وقال: إن شركة توتال إنرجيز قد أصبحت كذلك بفضل تطويرنا لأعمال جديدة في قطاع الكهرباء والمحطات التي تعمل بالطاقة النظيفة وهذه أعمال جديدة لتوتال، ففي هذا العام سنحقق 2 مليار دولار من الكهرباء، ونستهدف تحقيق 4 مليارات دولار في خمس سنوات من خلال المشاركة أكثر في الطاقة النظيفة.
المصدر: سكاي نيوز