تعتزم مصر إنشاء منطقة لوجستية جديدة قرب منفذ السلوم البري على الحدود مع ليبيا، الذي طوّرته في الفترة الأخيرة، بهدف تنمية المنطقة الغربية، وتعزيز حركة التجارة مع جارتها.
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء مع شيوخ وأهالي مرسى مطروح، اليوم الأربعاء، إن هناك الكثير من المشروعات التي تستهدف محافظة مطروح، سواء من جهة الموانئ أو القطار السريع الذي سيصل إلى مدينة السلوم.
وقال الرئيس المصري، إن بلاده تواجه أزمة اقتصادية وتحاول تقليل آثارها، عن طريق برامج للتخفيف عن المواطنين، مؤكداً ثقته في قدرة مصر على تجاوز هذه الأزمة.
وأضاف السيسي: “نواجه أزمة اقتصادية ونحاول التقليل من تأثيرها.. التحدي الاقتصادي الذي تمر به مصر سيصبح تاريخاً، وسنتجاوزه بتعاون الحكومة والمواطنين”.
وفي شأن انقطاع التيار الكهربي في أنحاء مصر خلال شهور الصيف الجاري، قال السيسي، إنه كانت هناك حاجة لتخفيف أحمال الكهرباء “للحد من تكلفة الوقود المطلوب لتشغيل محطات توليد الكهرباء”.
وأكد السيسي، أن الدولة تنفذ عدة برامج لتقليل تأثير الأزمة الاقتصادية على المواطنين.
وأضاف: “نحن في أزمة اقتصادية والناس متأثرة بها وأنا عارف والأسعار مرتفعة وأنا عارف.. نحاول بكل ما أوتينا من قدرة أن نقلل تأثير الأزمة على المواطنين عبر برامج ننفذها على مستوى الدولة”.
وتابع: “نحن في صراع مع ظروفنا والظرف الاقتصادي تحدي”، مضيفاً: “وقود الكهرباء والسيارات نشتريه بالدولار ونبيعه بالجنيه”.
وقال إن الأزمتين اللتين تعرضت لهما مصر، سواء أزمة كورونا، أو الحرب الروسية، والآثار المترتبة عليهما، لم يكن للدولة سبب فيهما.
وشدد على أن الظروف الاقتصادية الحالية لم تكن انعكاساً لأي إجراء أو قرار يتسم بعدم الرشد من الدولة، مؤكداً أنه “خلال العشر سنوات الماضية كانت الدولة المصرية حريصة على عدم المغامرة بالناس في أي شيء يكون له مردود غير جيد على البلاد”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أجرى الرئيس المصري جولة تفقدية في مدينة السلوم، المحاذية للحدود مع ليبيا، وأكد خلال لقاءه مع الأهالي أن محافظة مطروح والمنطقة الغربية بأكملها كانت مهمشة إلى حد كبير خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الدولة تضع الآن هذه المنطقة ضمن أولويتها، إذ إن المشروعات المقامة على أرض مطروح الآن ستؤثر بشكل إيجابي على أهلها، مثل الموانئ أو القطار السريع أو المدن الجديدة، مطالباً أهالي المنطقة بالمحافظة على ما تم إنجازه.
السيسي أشار في حديثه، إلى أن الحكومة عملت خلال السنوات الثلاث الماضية على تطوير منفذ السلوم للحفاظ على حركة التجارة مع ليبيا، كاشفاً عن مخطط لإنشاء منطقة لوجستية على مساحة تصل إلى 300 فدان (أكثر من مليون متر مربع) قرب المنفذ، بهدف خلق فرص عمل وتنمية المنطقة والمحافظة.
خفض الجنيه
يأتي هذا المشروع في وقت تواجه مصر ضغوطاً اقتصادية كبيرة مع ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، وكان “البنك المركزي المصري” خالف توقعات السوق، ورفع أسعار الفائدة 100 نقطة أساس إلى 19.25% الخميس الماضي، ليكون قد بذلك رفعها 300 نقطة أساس منذ بداية العام، ونحو 800 نقطة أساس خلال العام الماضي، سعياً لامتصاص موجة التضخم، ومن أجل جذب استثمارات الأجانب بالعملة الصعبة لأدوات الدين الحكومية، بعد أن خرج من السوق نحو 22 مليار دولار عقب الصراع الروسي الأوكراني.
المصدر: الشرق
مصر حرّكت عملتها المحلية 3 مرات منذ مارس 2022 حتى يناير الماضي، مما دفع سعر الجنيه المصري إلى الانخفاض أمام الدولار بنحو 25% منذ بداية العام حتى الآن، وبنحو 50% منذ مارس من العام الماضي.