في 1880 أقرت الجمهورية الثالثة في فرنسا يوم 14 تموز/يوليو، ذكرى اقتحام الباستيل (1789)، يوم عيد وطني يهدف إلى توحيد الفرنسيين وتذكيرا بـ”مهرجان الاتحاد” في 14 تموز/يوليو 1790 أو مهرجان المصالحة.
تميزت الاحتفالات بهذا اليوم في حينه بتدشين تماثيل الجمهورية وتوزيع الطعام على الفقراء ودق أجراس الكنائس.
في صباح الـ14 من تموز/يوليو، تستقبل جادة الشانزيليزيه أكبر وأقدم عرض عسكري في القارة الأوروبية بحضور رئيس الجمهورية وكبار مسؤولي الدولة، وجرت العادة أن تستقبل فرنسا كل عام في يومها الوطني ضيوفا من دول أخرى، يحضرون العرض ويشاركون المسؤولين أنشطة ذلك اليوم.
في هذا اليوم أيضا، تحيي باريس تقليدا يعود للعام 1937، إذ تقيم بعض محطات الإطفاء في المدينة حفلات راقصة للراغبين بالاحتفال.
إضافة إلى ذلك، ينتظر الباريسيون والسياح على السواء حفل الألعاب النارية المسائي الذي تقيمه البلدية في برج إيفل، عشرات الآلاف يتجمهرون حول البرج الشهير في المدينة، إضافة إلى ضفاف نهر السين المطلة على الموقع، وعلى شرفات المنازل، ليشهدوا عرضا مهيبا لمدة 35 دقيقة من الألعاب النارية، يرافقه غالبا حفل فني.
الاحتفال في باريس تسبقه احتفالات مشابهة في المدن والأقاليم الأخرى قبل يوم، إذ تتبارى المناطق بإحياء العيد، كل على طريقتها، بالأنشطة الفنية والثقافية والعروض المسرحية، وطبعا الألعاب النارية.
14 تموز/يوليو يوم عطلة في فرنسا، كما جرت العادة على اعتباره اليوم الأول في شهر العطلة الصيفية “المقدس” عند الفرنسيين.
غالبا ما يحزم سكان المدن الكبيرة أمتعتهم في ذلك اليوم، لينطلقوا بعد الاحتفالات إلى الريف أو إلى السواحل (المتوسط والشمال والأطلسي)، وخلال هذه الفترة، يحتل السياح معظم المدن الكبيرة، مثل باريس، التي يقصدونها للعطلة والاستجمام أيضا، ومنهم من يبدأ عطلته هناك قبيل اليوم الوطني، ليستمتع بالأنشطة التي تسبق الاحتفالات.
إضافة إلى هذا كله، وبالعودة إلى العرض العسكري التقليدي، غالبا ما تقوم باريس بدعوة ضيوف مميزين لمشاهدة العرض، وغالبا ما تكون لهذه الدعوات مآرب سياسية معينة، فهذا العام دعا الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ليكون ضيف شرف الاحتفالات.
وحسب بيان قصر الإليزيه، فإن وجود مودي ومشاركة القوات الهندية في العرض (العسكري) سيمثلان “مرحلة جديدة في الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والهند”. يأتي هذا في وقت ترى فيه فرنسا، كما دول غربية أخرى، حاجة لتطوير علاقاتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كجزء من التوازن الجيوسياسي في تلك المنطقة.
والعام الماضي، افتتح العرض العسكري بمشاركة كتلة دول أوروبا الشرقية، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا والمجر وبلغاريا ورومانيا، في إطار إبداء التضامن مع هذه الدول مع الاجتياح الروسي لأوكرانيا.