أعلنت هيئة التراث في المملكة العربية السعودية، أمس الثلاثاء، اكتشافًا أثريًا جديدًا بمحافظة الحائط في منطقة حائل “شمالي المملكة”، وهو عبارة عن نقوشٍ صخرية تعود للملك البابلي نابونيد في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، والتي تعطي دليلًا إضافيًا على الدور التاريخي للجزيرة العربية وتواصلها الحضاري مع معظم حضارات الشرق الأدنى القديم.
ويتكون الاكتشاف الأثري من نقش على إحدى الصخور البازلتية يُجسّد الملك البابلي ممسكاً بيده الصولجان، وأمامه عددًا من الرموز الدينية، إضافة إلى وجود نص مسماري يصل العدد التقريبي لسطوره إلى 26 سطراً، ليعدّ بذلك أطول نصٍ كتابي يُعثر عليه حتى الآن في المملكة، وفقًا لما ذكرته هيئة التراث عبر حسابها على “تويتر”.
أما عن موقع الاكتشاف الأثري، فيمثل موقع الحائط المعروف قديماً باسم “فدك” موقعاً مهماً في شمال غربي الجزيرة العربية منذ الألف الأول قبل الميلاد وحتى العصر الإسلامي المبكر، حيث وُجدت على جنبات جباله مجموعة من الرسوم والنقوش الصخرية والكتابات الإسلامية المبكرة، إضافة إلى احتواء الموقع على مجموعةٍ من القلاع والحصون والأسوار والمنشآت المائية التي تعطي بُعداً آخر لأهميتها الحضارية، وفقًا لهيئة التراث السعودية.
وأشارت هيئة التراث السعودية إلى أن الاكتشاف الجديد يخضع للدراسة والتحليل من قبل المتخصصين في الهيئة، على أن يكون الإعلان عن تفاصيل الاكتشاف بعد الانتهاء من دراسته وتحليله وربطه بالنتائج السابقة التي تم توثيقها مؤخراً في شمال غربي المملكة، حسبما ذكرته وكالة الأنباء السعودية “واس”.
ويُعد هذا الاكتشاف الأثري الجديد بمثابة إضافة إلى اكتشافات سابقة من نقوش ومسلات حجرية في عددٍ من المواقع بين تيماء وحائل التي تذكر ملك بابل “نابونيد”، والتي تثبت اتساع الاتصال الحضاري والتجاري بين الجزيرة العربية وحضارات بلاد الرافدين، وفقًا لما ذكرته “واس”.
