رايت رايتس

الجفاف المحتمل في تايلاند يهدد إمدادات السكر والأرز العالمية

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 4 دقيقة قراءة
4 دقيقة قراءة
حقل أرز

تجهز تايلاند خطط طوارئ لمواجهة جفاف محتمل قد يستمر لأعوام ويضع ضغوطاً على إمدادات السكر والأرز العالمية.

- مساحة اعلانية-

ربما يهبط معدل هطول الأمطار الموسمية للعام الجاري عبر كافة أنحاء البلاد 10% مقارنة بالمتوسط، وقد تقلل ظاهرة طقس “إل نينيو” من هطول الأمطار بصورة أكبر خلال السنتين المقبلتين، بحسب مسؤولين حكوميين، وحذرت السلطات من أن تايلاند ستتعرض لظروف جفاف على نطاق واسع اعتباراً من مطلع 2024.

طالبت السلطات التايلندية المزارعين في ظل التوقعات السيئة بقصر زراعة الأرز على محصول واحد لترشيد استهلاك المياه، ويتوقع منتجو السكر تراجع الإنتاج للمرة الأولى منذ 3 أعوام.

- مساحة اعلانية-

قطعاً، سيفاقم الجفاف معدل التضخم في البلد الواقع جنوب شرق آسيا إذ تصبح تكلفة الخضار والأغذية الطازجة واللحوم أغلى بسبب تراجع المحاصيل وزيادة تكلفة علف الحيوانات.

يمكن أن تقود ظاهرة “إل نينيو” إلى ظروف أكثر جفافاً بمناطق من آسيا وأفريقيا، وأمطار غزيرة في أميركا الجنوبية، ما سيلحق الضرر بمجموعة واسعة من المحاصيل حول العالم، وفاقم حدوث الظاهرة سابقاً التضخم على مستوى العالم وأضر بالناتج المحلي الإجمالي في بلدان مثل البرازيل والهند وأستراليا.

تسعى تايلاند لتعزيز انتعاش النمو الاقتصادي الذي يواجه بالفعل ظروفاً غير مواتية جراء تباطؤ الاقتصاد الصيني، أكبر شريك تجاري للبلاد، وقد يؤدي استمرار الجفاف لفترة طويلة إلى إخفاق جهود إبقاء التضخم تحت السيطرة.

- مساحة اعلانية-

قال يوبين باراكويليس، محلل “نومورا هودلينغز”: ” تعد تايلاند مصدراً كبيراً للأغذية، إذ يُستهلك نصف إجمالي الإنتاج فقط محلياً، ولذلك يمكن أن تساعد المخزونات بكبح تأثير التضخم في الأجل القريب، علاوة على قيود الأسعار الحكومية والإعانات”.

حذر باراكويليس، من أنه إذا أصبحت ظاهرة “إل نينيو” وخيمة، فقد تقلص الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 0.2 نقطة مئوية السنة الحالية نظراً لأن ظروف الجفاف قد تترافق مع توقيت موسم الإنتاج للنصف الثاني من العام، لا سيما بالنسبة للأرز.

ويتوقع البنك المركزي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لتايلاند بنسبة 3.6% العام الحالي، صعوداً من 2.6% خلال 2022.

تعرضت تايلاند فعلياً لدرجات حرارة قياسية العام الجاري، وسجل الطلب على الكهرباء في تايلاند رقماً قياسياً خلال أبريل الماضي عندما شهدت بعض المناطق درجات حرارة هي الأعلى على الإطلاق، ما اضطر الشركات والأسر لزيادة استعمال مكيفات الهواء لتجنب الحر الشديد.

تأثيرات واسعة

إن هطول الأمطار بمعدلات دون المتوسط في تايلاند، سيؤثر على العالم، حيث يلحق الضرر بمحاصيل على غرار السكر والمطاط، وقد يهدد مكانة البلاد بوصفها ثاني أكبر مورد للأرز حول العالم. هبطت شحنات التصدير بمقدار الثلث مسجلة 7.6 مليون طن خلال 2019، وهي أول سنة تشهد ظاهرة “إل نينيو” السابقة.

يتسم محصول قصب السكر بالقوة، لكن مصانع البلاد توقعت تراجع الإنتاج. سيقلص ذلك المعروض بالسوق العالمية ويعزز ارتفاع أسعار السكر المكرر بدرجة أكبر والتي تحوم حول أعلى مستوياتها منذ عقد.

أنتجت تايلاند 11 مليون طن من السكر تقريباً خلال موسم 2022-2023 وتشير التقديرات إلى أنها صدرت نحو 80% من إنتاجها.

إن افتقار تايلاند إلى الجهود طويلة الأمد لتخفيف حدة الأزمة في مواجهة الفيضانات والجفاف، سيفاقم تأثير الطقس المتطرف على البلاد، بحسب البنك الدولي.

ويقول فابريزيو زاركون، المدير القُطري للبنك الدولي في تايلاند، إن “تكرار حدوث الفيضانات والجفاف، والتكلفة البشرية والاقتصادية العالية ذات الصلة، تجعل التكيف مع التغيرات المناخية وإدارة المياه مسألة مهمة لتايلاند، حيث توجد حاجة لوضع إطار عمل أكثر متانة يمنح الأولوية للتخطيط لتخفيف حدة المخاطر، وضخ الاستثمارات بمشروعات بنية تحتية خاصة بموارد المياه، وإدارة استخدام الأراضي والمياه”.

المصدر: الشرق

شارك هذه المقالة
ترك تقييم