اعتادت شوارع الأسواق التجارية في مدينة طرابلس شمالي لبنان، أن تمتلئ بآلاف المتسوقين ليلة عيد الأضحى، إلا أن هذا العام بدت الشوارع ساكنة والحركة خجولة في المتاجر والأزمة الاقتصادية سيدة الموقف.
من ساحة النور إلى ساحة التل والسوق العريض مرورا بسوق البزركان وبركة الملاحة، المتاجر شبه خالية وكل تاجر ينتظر الفرج، أحدهم يقضي وقته بتصفح بعض مقاطع الفيديو على أحدى وسائل التواصل الاجتماعي وآخر يدخن النرجيلة أمام متجره، والجميع يتلفت شمالا ويسارا لعلع يأتي الفرج.
يقول علي الترك، وهو بائع حلويات لـ”سبوتنيك”، إنه “بشكل عام انخفض البيع بنسبة 90 % عن السنوات الماضية، والبضائع ارتفعت أسعارها بعد رفع الجمرك وتدهور سعر صرف الدولار، الغلاء أثر على الناس وعلى الحركة الاقتصادية والبيع والشراء، وعلى صعيد الحلويات في السباق كان الزبون يشتري ما بين 4 و5 كيلو واليوم أصبح يشتري 500 غرام و200 غرام، وكان السوق في السنوات الماضية يمتلأ بالآلاف أما اليوم كل نصف ساعة تمر مجموعة من الناس”.
وقال جلال مبسوط وهو مالك أحد متاجر الزينة والهدايا، إن “هذا أول عيد يمر علينا بهذا الضعف في البيع، وأصبحنا نلمس الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الناس، ومتجري يحتوي على 5000 قطعة مختلفة من الزينة والهدايا ومن يتواجد الآن داخل المتجر هم الموظفين فقط”.
وأضاف “طبعا يوجد حركة للناس ولكن ضعيفة جدا بمعدل شخص واحد كل ربع ساعة، في حين أن المتجر كان يمتلأ بالمتسوقين في السنوات الماضية والناس كانت تنتظر على الباب للدخول، ولا نملك الآن إلا الصبر نحن والناس لأنه بعد الضيق فرج”.
أما سمير المختار وهو مالك أحد متاجر بيع الألبسة، يقول إنه “ما أثر على حركة الأسواق هذا العام هو تأخر تحويل الرواتب للموظفين، في حين أن الرواتب كانت تصرف قبل عدة أيام من العيد وهذا ما أثر على إقبال الناس، وسبب آخر هو صيام يوم عرفة ونتأمل إقبال بعد المغرب، ولكن بشكل عام الأسواق ضعيفة ونسبة الغلاء مرتفعة مقابل رواتب زهيدة”.
يخرق سكون الشوارع أصوات تكبيرات العيد تصدح من أحد مكبرات الصوت على احدى البسطات، وصوت بائع عصير الليمون “طيب ليمون تعا بورد يا مشوّب، دمعة طيبة”، ليختتم المشهد بنوبة صوفية تجول الشوارع بقرع الطبول والأناشيد والمدائح النبوية احتفالا بقدوم العيد.