عرض الرئيس الأميركي جو بايدن على رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو المساعدة في إخماد حرائق الغابات “المدمّرة والتاريخية”، في وقت وصلت فيه سحب الدخان المنبعثة من الحرائق إلى داخل مدن أميركية، وأدت إلى خنق مدينة نيويورك، وسط مخاوف بانتقال الحرائق إلى غابات الولايات المتحدة المتاخمة.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية الأربعاء، بين بايدن وترودو، بحسب ما أفاد البيت الأبيض، مشيراً إلى أن بايدن “أمر فريقه بتوفير كلّ القدرات الفيدرالية المخصصة لمكافحة الحرائق والتي يمكن أن تساعد بسرعة في إخماد الحرائق التي تؤثّر على المجتمعات الكندية والأميركية”.
ولفت البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة أرسلت حتى الآن أكثر من 600 عنصر من رجال الإطفاء وأصول مكافحة الحرائق الأخرى للمشاركة في إطفاء الحرائق في كندا.
من جانبه، قال جاستن ترودو، إنه تحدث مع بايدن هاتفياً لشكره على “الدعم المهم” في مكافحة الحرائق، قائلاً إن “المئات من رجال الإطفاء الأميركيين وصلوا مؤخراً إلى كندا، وهناك المزيد في طريقهم” للمشاركة في إخماد الحرائق.
وتستعر مئات من حرائق الغابات الخارجة عن السيطرة في أنحاء كندا مهددة البنية التحتية الأساسية وأجبرت السلطات على إجلاء سكان، فيما انتشر الدخان المتصاعد وغطى سماء مدن أميركية.
ويعد اندلاع حرائق الغابات أمراً شائعاً في الأقاليم الغربية لكندا، لكن النيران انتشرت بسرعة كبيرة هذا العام في شرق البلاد، مما يجعلها أسوأ بداية لموسم الحرائق على الإطلاق.
وقال وزير الاستعداد لحالات الطوارئ بكندا بيل بلير إن حوالي 9.4 مليون فدان قد احترقت بالفعل، أي ما يزيد على متوسط عشر سنوات بمقدار 15 مثلا تقريباً.
وأضاف في إفادة صحفية الأربعاء “هناك 414 حريقاً مشتعلاً في أنحاء البلاد حتى اليوم، 239 منها مصنفة على أنها خارجة عن السيطرة”، ويعد إقليم كيبيك الشرقي الكبير من الأقاليم الأكثر تضرراً.
الدخان يغطي مدناً أميركية
وخارج الحدود، صدرت تحذيرات من جودة الهواء في أكثر من 12 ولاية أميركية الأربعاء، مع انتشار الدخان المتصاعد من حرائق الغابات في كندا نحو الجنوب.
وكان البيت الأبيض دعا قبل ساعات من اتصال بايدن وترودو الأميركيين الذين يعانون من مشاكل صحية إلى اتّخاذ الاحتياطات المناسبة للوقاية من الدخان المنبعث من حرائق الغابات في كندا والذي وصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتّحدة.
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار: “نحضّ الجميع في المناطق المتضررة على التنبه للظروف المحلية. احرصوا على التأكّد من أن جيرانكم وأصدقاءكم وعائلتكم بخير”.
وفيما لفت سحابة من الضباب الكثيف أجواء العاصمة الأميركية، أشارت جان-بيار إلى أن الرئيس بايدن البالغ 80 عاماً لا يضع كمامة.
وأُطلع بايدن على الأزمة الصحية الناشئة والتي أثرت بشكل كبير على نوعية الهواء في عدد من المدن الأميركية.
وخيمت على نيويورك سحابة ضباب دخاني يميل لونها إلى البرتقالي حجبت ناطحات السحاب وأجبرت السكان على وضع الكمامات.
وأعلنت وكالة حماية البيئة الأميركية في بيان أنّ أكثر من مئة مليون أميركي مشمولين بتحذيرات على صلة بتردّي نوعية الهواء من جراء الحرائق في كندا.
وتشمل التحذيرات غالبية أراضي شمال-شرق الولايات المتحدة من شيكاغو شمالاً وحتى أتلانتا جنوباً.
مخاوف من انتقال الحرائق
وتحوّلت مقاطعة كيبيك الكندية إلى بؤرة لحرائق الغابات التي تجتاح قسماً كبيراً من أراضي كندا.
وتتوقع حكومة كندا استمرار “نشاط حرائق أعلى من المعتاد” طوال موسم حرائق الغابات والذي يستمر عادة في الفترة بين أبريل وسبتمبر، بسبب مجموعة من الظروف مثل الجفاف، ودرجات الحرارة المرتفعة، وفق صحيفة “واشنطن بوست”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ألسنة اللهب المتنقلة بسرعة تهدد غابات الولايات المتحدة المتاخمة لها، وتعد الولايات المتحدة نفسها، موطناً لغابات هي الأكثر كثافة في العالم، وتتعرض مساحات منها للحرائق كل عام.
وتعد حرائق الغابات في كندا وغرب الولايات المتحدة خلال فصل الصيف طبيعية إلى حد ما، ولكن انتشارها هذه السنة على نطاق واسع في أواخر مايو حتى يونيو، “يعد سابقة” إذ أن كمية الدخان التي وصلت إلى شمال شرق الولايات المتحدة، تعد استثنائية، بحسب “واشنطن بوست”.
المصدر: الشرق
