وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، قانون انسحاب موسكو من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، منهياً بذلك التزام روسيا بآخر معاهدات الرقابة على التسلح في القارة الأوروبية.
وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا كانت آلية غير مفعمة بالحيوية، مشيراً إلى أن وقف العمل بها “لم يكن بسبب الاتحاد الروسي”.
وأوضح أنه “لن تكون هناك عواقب مباشرة لانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا الآن، ولكن هناك فراغ في مجال الحد من التسلح يجب ملؤه”.
وجاء الانسحاب من الاتفاقية بعدما صرّح سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، في وقت سابق من الشهر الجاري بأن معاهدة القوات التقليدية في أوروبا بين موسكو وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أصبحت “ضرباً من الماضي بعد تدهور الوضع في أوروبا على خلفية ممارسات الغرب”.
معاهدة القوات التقليدية
وقعت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا من قبل ممثلي الدول الأعضاء في حلف الناتو وأعضاء حلف وارسو في 19 نوفمبر عام 1990 في باريس، ودخلت حيّز التنفيذ في 9 نوفمبر عام 1992.
ونصت المعاهدة على الحد من القوات التقليدية لدول الحلفين العسكريين وكذلك الحد من نشر القوات على خط التماس بين الحلفين.. بهدف منع وقوع هجوم مفاجئ وشن هجمات واسعة النطاق في أوروبا.
وهدفت إلى وضع حدود شاملة على فئات رئيسية من المعدات العسكرية التقليدية في أوروبا (من المحيط الأطلسي إلى جبال الأورال) وألزمت بتدمير كميات الأسلحة الزائدة عن حدود المعاهدة.
تعديل المعاهدة
ومع ذلك، مع زوال حلف وارسو ، ثم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وخاصة مع توسع الناتو ، عندما انضمت دول حلف وارسو السابقة وجمهوريات الاتحاد السوفيتي إلى الناتو على عدة مراحل، بدأت آليات المعاهدات المصممة للحفاظ على توازن القوى بين التحالفين العسكري والسياسي تفقد معناها.
ونتيجة توسع الناتو، تجاوز التكتل المستويات التي حددتها له المعاهدة من حيث عدد الأسلحة والمعدات على حساب حصص دول الكتلة الشرقية السابقة.
وشهدت قمة إسطنبول لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في 19 نوفمبر عام 1999، توقيع اتفاق حول تعديل المعاهدة، وذلك بسبب تغير الوضع السياسي العسكري في أوروبا بعد زوال حلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
معاهدة دون تنفيذ
في حين استمر حلف الناتو في التوسع شرقاً وانضمت إليه بولندا والتشيك والمجر عام 1999، ثم بلغاريا ورومانيا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا وسلوفاكيا وسلوفينيا عام 2004، قبل أن تحصل كرواتيا وألبانيا على العضوية الكاملة فيه عام 2009.
لكن المعاهدة المعدلة لم تدخل حيز التنفيذ حيث لم تصدق دول الناتو عليها، وواصلت الالتزام بأحكام نسخة 1990، التي تحدد معايير الأسلحة التقليدية على أساس الموازين السابقة بين الناتو وحلف وارسو.
وقدم الجانب الروسي طلباً لتعديل المعاهدة في الاجتماع الذي دعت له موسكو للدول الموقعة على المعاهدة في فيينا في يوليو عام 2007.
وبعد رفض الطلب الروسي عام 2007، علقت روسيا مشاركتها في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا “حتى تصدق دول الناتو على اتفاقية التكيف وتبدأ في تنفيذ هذه الوثيقة بحسن نية”.
ما هي بنود الاتفاقية؟
تضمن شروط الاتفاقية الحد من حجم الدبابات والمدافع والطائرات وأسلحة تقليدية أخرى، على النحو التالي:
-الدبابات: الحد الأقصى الذي يمكن لكل طرف حشده لا يجب أن يتجاوز 20 ألف دبابة بينها 16 ألفاً و500 دبابة فقط في وحدات قتالية.
-المركبات المدرعة: الحد 30 ألف مدرعة بينها لا يزيد حجم المدرعات في الوحدات القتالية عن 27 ألفاً و300 مدرعة.
-المدفعية: الحد الأقصى 20 ألف مدفع في كل جهة ولا يتجاوز عدد المدافع في جبهات القتال عن 17 ألف مدفع.
-الطائرات المقاتلة: الحد الأقصى 6800 طائرة.
-المروحيات الهجومية: الحد الأقصى 2000 ط
المصدر: الشرق