تواصلت الغارات الجوية اليوم الخميس، على قطاع غزة الذي انطلقت منه دفعة جديدة من الصواريخ بعد استهداف قيادي خامس في حركة “الجهاد الإسلامي”.
وقتل ستة فلسطينيين اليوم في غارات جوية على غزة، بحسب وزارة الصحة في القطاع، بينهم قياديان في “الجهاد”.
وارتفعت بذلك حصيلة القتلى في التصعيد الذي بدأ أول من أمس الثلاثاء، وهو الأعنف منذ أغسطس (آب) 2022، إلى 28 قتيلاً في الجانب الفلسطيني بينهم أطفال.
وفي الجهة المقابلة سقط أول قتيل من الجانب الإسرائيلي منذ بدء التصعيد بين الجانبين، إذ قتل شخص وأصيب آخران في الأقل بصاروخ أطلق من قطاع غزة على مدينة رحوفوت وسط إسرائيل، بحسب ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية.
وقالت الشرطة: “جرى الإعلان عن وفاة شخص” بعد سقوط صاروخ على مبنى، مضيفة أن: “شخصين آخرين أصيبا بجروح متوسطة”.
وبعد ظهر اليوم أعلن الجيش الإسرائيلي عن عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي (شاباك) “استهدفت أحمد أبو دقة الذي كان له دور كبير في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل”.
وبحسب البيان، فإن أبو دقة “لعب دوراً مركزياً في عمليات إطلاق الرشقات الصاروخية نحو إسرائيل” وهو “نائب قائد القوة الصاروخية لمنظمة الجهاد علي غالي في قطاع غزة الذي استهدف في وقت سابق فجر اليوم”.
ونعت “سرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة “الجهاد” أحمد أبو دقة وهو أحد قادتها.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق استهداف غالي، واصفاً إياه بالمسؤول عن إدارة الوحدة الصاروخية في حركة “الجهاد”.
وبحسب الجيش، جرى إطلاق أكثر من 550 صاروخاً من القطاع على إسرائيل من دون التسبب في وقوع إصابات.
وأكد الجيش أنه من بين هذه الصواريخ فإن 440 صاروخاً تجاوزت الحدود، بينما قامت منظومة القبة الحديدية باعتراض 154 صاروخاً وسقطت خمسة صواريخ داخل القطاع.
وأطلقت رشقة جديدة من الصواريخ على جنوب إسرائيل بعد هذه الغارة، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليل أمس الأربعاء، من أن “كل من يؤذينا من يرسل إلينا إرهابيين سيدفع الثمن”.
وبدت الشوارع خالية في قطاع غزة إلا من عدد قليل من الناس.
وتفرق عناصر الشرطة خارج مراكزهم ووقفوا بعيداً من الحواجز الرئيسة بعشرات الأمتار، كما شوهدت سيارات إسعاف تجوب الشوارع.
في بيت لاهيا في شمال القطاع قالت أم راني المصري (65 سنة)، وهي تقف بين أنقاض منازل مدمرة “أقول لإسرائيل إن البيوت كان فيها أطفال. لم يكن فيها سلاح. أنا لا أترك تسعة أطفال في بيت فيه صواريخ”.
وأغلقت المحال التجارية في غزة باستثناء عدد قليل من السوبرماركت التي فتحت جزئياً واصطف عشرات المواطنين أمام مخبز في حي الرمال.
وقال مازن (40 سنة)، من سكان جباليا الذي وقف أمام مخبز ينتظر دوره لشراء الخبز، “بناتي الثلاث مع أطفالهن لجأن إلى منزلي لشعورهن بالخوف. جئت لأشتري الخبز وسأشتري الطعام وأعود فوراً”.
وتابع، “الوضع مرعب، نأمل في التوصل إلى تهدئة، تعبنا كثيراً من التصعيد والحروب”.
وشددت حركة “الجهاد” على أن “الاغتيالات الإسرائيلية لن تمر مرور الكرام”، مضيفة “كل الخيارات مطروحة على طاولة المقاومة”.
وكانت حركة “حماس” أعلنت أمس أن “رد المقاومة واجب وثابت على كل عدوان، وهي موحدة في الميدان”، مردفة “ضربات المقاومة الموحدة جزء من عملية الرد” على الجيش الإسرائيلي.
ودعا وزراء خارجية ألمانيا، وفرنسا، ومصر، والأردن اليوم، إلى وضع حد لأعمال العنف بين إسرائيل وفصائل مسلحة في غزة بعد ثلاثة أيام من تبادل إطلاق النار.
وأعرب وزراء الخارجية في بيان مشترك عن “قلقهم البالغ” إزاء التصعيد، وتابعوا “نحض على وقف فوري وشامل لإطلاق النار يضع حداً للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولإطلاق الصواريخ عشوائياً على إسرائيل”، مشيدين بالجهود التي تبذلها مصر من أجل وقف القصف.
وأفاد مصدران متطابقان في “الجهاد” و”حماس” لوكالة الصحافة الفرنسية بأن مصر أجرت اتصالات “مكثفة ومثمنة” مع الحركتين، “وأبلغتنا أنها أجرت اتصالات مع الجانب الإسرائيلي وطلبت وقفاً فورياً لإطلاق النار والعودة للهدوء. وحتى الآن لا يوجد اتفاق للتهدئة”.
وقال مصدر في “الجهاد” لوكالة الصحافة الفرنسية، إن رئيس الدائرة السياسية في الحركة محمد الهندي سيصل إلى القاهرة اليوم للقاء مسؤولين في “جهاز المخابرات العامة”.
وصرح مسؤول إسرائيلي، فضل عدم الكشف عن هويته، بأن جهوداً مصرية تبذل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفاً “سنجري تقييماً للأوضاع بناء على الأفعال على أرض الواقع وليس على البيانات”.
في الجانب الإسرائيلي القريب من قطاع غزة يعيش الإسرائيليون على وقع صفارات الإنذار التي دوت أمس أيضاً في تل أبيب وبئر السبع.
وفي عسقلان، على بعد 20 كيلومتراً من قطاع غزة، كانت المحال مفتوحة والسكان يمارسون أعمالهم، وقالت ميريام كيرين (78 سنة) التي دمرت غرفة المونة لديها وسيارتها بسبب صاروخ “ليست المرة الأولى التي تحدث أضرار في منزلي”، مضيفة “كنا تحت تأثير الصدمة في البداية لكننا لسنا خائفين”.
في أغسطس 2022 أدت اشتباكات مسلحة استمرت ثلاثة أيام بين إسرائيل و”الجهاد” إلى مقتل 49 فلسطينياً بينهم 12 من أعضاء “الجهاد” وفقاً للحركة، وما لا يقل عن 19 طفلاً بحسب الأمم المتحدة.
على صعيد آخر توفي اليوم الفلسطيني أوس جمال حمامدة كميل (30 سنة)، متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي” في قباطية بالضفة الغربية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقتل الجيش الإسرائيلي أمس فلسطينيين ينتميان إلى “الجهاد” خلال عملية للجيش في قباطية بالقرب من جنين، وقال إنهما أطلقا النار على جنود.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم، أن “وحدات المستعربين التابعة لحرس الحدود دخلت قرية صور باهر في القدس الشرقية بعدما اندلعت مواجهات عنيفة مع الشرطة”.
وذكرت أن “مثيري شغب” استخدموا “الحجارة وزجاجات مولوتوف الحارقة” وأصيب أحدهم في رد الشرطة بإصابة خطرة.
المصدر: إندبندنت عربية