أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بجاهزية أسطول المحيط الهادئ الروسي، فيما احتجّت اليابان على مناورات عسكرية روسية مرتقبة الثلاثاء، قرب جزر متنازع عليها في المحيط الهادئ.
وأفادت وكالة الأنباء الروسية “تاس” بأن بوتين التقى بوزير دفاعه سيرغي شويغ، وناقش معه تقريراً بشأن تفتيش مفاجئ لتفقد جاهزية الأسطول الروسي في المحيط الهادئ.
وقال شويغو لبوتين، بحسب الوكالة، إنه “وفقاً لتعليماتكم، خضع أسطول المحيط الهادئ لتفتيش مفاجئ منذ 14 أبريل، وشمل 25 ألف عسكري و167 سفينة و12 غواصة و89 طائرة ومروحية”.
وأضاف وزير الدفاع الروسي أنه تم وضع “القوات المشاركة في التفتيش في حالة تأهب قتالي كامل، وقد بدأوا في تنفيذ مهام التدريب القتالي، وتجري معهم تدريبات المراقبة والتدريبات التكتيكية، والعمل على قضايا التفاعل بين الأسلحة المختلفة”.
وأشار إلى أن “حاملات الصواريخ الاستراتيجية ستطير إلى الجزء الأوسط من المحيط الهادئ لتنفيذ ضرباتها ضد مجموعات السفن التي تمثل عدواً وهمياً”، فيما تم “نشر الطيران البحري لأسطول المحيط الهادئ في المطارات التشغيلية، مع نقل الطائرات بعيدة المدى إلى المطارات الأمامية”.
ولفت شويغو إلى أن المرحلة النهائية من التفتيش “ستبدأ الثلاثاء 18 أبريل”، لافتاً إلى أنها تشمل تطوير الضربات الصاروخية بالإطلاقات الإلكترونية.
وقال بوتين لشويغو وفقاً لما أظهره مقطع فيديو للقاء، إن “المرحلة الأولى من التفتيش تمت على مستوى عالي جداً”، مشيداً بجاهزية الأسطول.
وبحسب وكالة “سبوتنيك”، فإن بوتين وبالرغم من أنه شدد على أن أولوية روسيا الحالية هي أوكرانيا، فإنه لم يتم إلغاء مهمة أسطول المحيط الهادئ.
وأضاف: “لذلك أطلب منكم مواصلة هذا العمل طبعاً، والاهتمام بالتطوير والتحضير لمثل هذه الأحداث في الأساطيل الأخرى”.
مناورات قرب اليابان
وفي طوكيو، قال وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني ماتسونو هيروكازو، إن اليابان قدمت احتجاجاً إلى روسيا بشأن التدريبات العسكرية المرتقبة حول جزر كوريل المتنازع عليها في المحيط الهادئ، والتي تقع بين شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية.
وأكد هيروكازو بحسب “رويترز”، أن موسكو أبلغت طوكيو بأنها ستجري مناورات صاروخية حول الجزر المتنازع عليها بين 18 و22 أبريل.
وتأتي المناورات العسكرية قرب الجزر المتنازع عليها ضمن المرحلة النهائية من حملة التفتيش المفاجئ التي يخضع لها الأسطول الروسي في المحيط الهادئ.
وثمة نزاع بين البلدين منذ أكثر من 75 عاماً، بشأن جزر معروفة باسم “الكوريل الجنوبية” في روسيا، و”الأراضي الشمالية” في اليابان، بعدما استولى الاتحاد السوفييتي عليها في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وطرد آلافاً من سكانها اليابانيين.
وألغت روسيا مفاوضات معاهدة السلام مع اليابان رداً على العقوبات المفروضة عليها في أعقاب غزو أوكرانيا، مع انضمام اليابان إلى الولايات المتحدة وأوروبا في فرض العقوبات على روسيا بعد غزوها أوكرانيا، وتقديم الدعم لكييف.
وفي مارس 2022، أجرت روسيا مناورات بمشاركة أكثر من 3 آلاف جندي، ومئات من القطع العسكرية على جزر الكوريل، بعد أيام من استدعاء الخارجية اليابانية السفير الروسي لدى طوكيو، في أعقاب انسحاب موسكو من محادثات بشأن الجزر، رداً على الموقف الياباني من غزو أوكرانيا.
وفي أبريل 2022، أشارت اليابان للمرة الأولى منذ 19 عاماً إلى “احتلال روسي غير شرعي” للجزر المتنازع عليها، في تقريرها الدبلوماسي السنوي الذي تزامن مع توتر متزايد في العلاقات بين الدولتين الجارتين، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما أوردت “بلومبرغ”.
تنسيق روسي صيني
وتأتي التدريبات العسكرية الروسية في المحيط الهادئ، بالتزامن مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع الصيني لي شانغ إلى موسكو، فيما تحذر طوكيو من تنسيق روسي صيني.
واجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، مع وزير الدفاع الصيني في موسكو، وأشادا بالتعاون العسكري بين البلدين اللذين أعلنا شراكة “بلا حدود”.
وقال بوتين عقب الاجتماع: “نحن نعمل بنشاط من خلال إداراتنا العسكرية، ونتبادل بانتظام المعلومات المفيدة، ونعمل معا في مجال التعاون العسكري الفني، ونجري تدريبات مشتركة”.
ونقلت وسائل إعلام صينية رسمية الاثنين، عن وزير الدفاع الصيني قوله، إن البلاد مستعدة للعمل مع روسيا لتكون لدى جيشي البلدين اتصالات إستراتيجية وثيقة.
واتجهت روسيا والصين إلى توطيد علاقاتهما الاقتصادية والسياسية والعسكرية منذ أرسلت موسكو عشرات الآلاف من قواتها إلى أوكرانيا في فبراير 2022.
وكانت اليابان أعربت الأسبوع الماضي عن قلقها الشديد من نشاط بكين العسكري بالقرب من اليابان وتنسيقها مع روسيا، وذلك على خلفية تنفيذ بكين محاكاة حرب استمرت 3 أيام حول جزيرة تايوان.
ولطالما وقعت مواجهات بين سفن خفر السواحل من اليابان والصين حول جزر معروفة في اليابان باسم سينكاكو وفي الصين باسم دياويو وهي تحت سيطرة اليابان.
المصدر: الشرق