قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الخميس، إن القاهرة وأنقرة اتفقتا على إطار زمني محدد للارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيراً إلى التحضير لعقد قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف شكري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في أنقرة أن “تحسن العلاقات بين القاهرة وأنقرة يعزز أمن المنطقة “، لافتاً إلى أن “بلاده تسعى إلى الحد من أي معوقات في وجه العلاقات المصرية التركية”.
وأوضح الوزير المصري أنه تناول مع الجانب التركي القضايا الإقليمية والدولية، لافتاً إلى وجود نسبة كبيرة من التفاهم والتوافق بين القاهرة وأنقرة.
وأضاف شكري: “ناقشنا ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا، ووحدة أراضيها وخروج القوات الأجنبية، ووفاء الحكومة السورية بالقرارات الدولية، ولدينا أيضاً رغبة مشتركة مع تركيا لعقد الانتخابات في ليبيا”.
وزار شكري تركيا في 27 فبراير الماضي، والتقى جاويش أوغلو، في رسالة تضامن عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد.
وفي 18 مارس الماضي، أجرى أوغلو زيارة رسمية إلى مصر تلبية لدعوة شكري، ليكون بذلك أول وزير خارجية تركي يزور القاهرة منذ 11 عاماً.
وتسارعت وتيرة تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا بعد مصافحة بين السيسي وأردوغان، في الدوحة، على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في نوفمبر الماضي.
تسريع الاتصالات
ولفت شكري إلى رغبة البلدين في “تعظيم الاستفادة من العلاقات وتوسيع رقعتها سواء سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً، على أرضية راسخة من العلاقات التاريخية التي تربط البلدين”، آملاً بزيادة التعاون مع أنقرة في قطاع الطاقة.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أنه “تم الاتفاق أيضاً على استمرار الوتيرة السريعة في الاتصالات، ما يؤدي إلى تحديد نتائج تودي إلى مزيد من التفاهم”.
وتابع شكري: “نطمح للنهوض بالعلاقات المصرية التركية إلى مستويات متقدمة”، مؤكداً أن “هناك إرادة سياسية قوية لتفعيل العلاقات المصرية التركية”.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري مع تركيا وصل إلى 10 مليارات دولار، مشيراً إلى أن “هذا الرقم مرشح للزيادة”، وأن “منطقة قناة السويس الاقتصادية متاحة أمام الجانب التركي للاستثمار فيها”.
صفحة جديدة
من ناحيته، قال جاويش أوغلو، إن بلاده تطمح إلى “فتح صفحة جديدة مع مصر”، لافتاً إلى الرغبة في “عقد قمة على مستوى رئيسي البلدين في الفترة المقبلة”.
وأشار إلى عمل بلاده على تطوير علاقتها في مجالي السياحة، والطاقة بمصر، وتحفيز الشركات للاستثمار في المجالين”.
وكشف أن الخطوط الجوية التركية عززت رحلاتها إلى مصر مع تطور العلاقات الثنائية، واصفاً التعاون مع القاهرة بـ”المهم جداً” من أجل الاستقرار في المنطقة، بحسب وصفه.
وفيما يتعلق بالشأن الليبي، أشار وزير الخارجية التركي إلى أنه “أنقرة ستعمل من الآن فصاعداً مع القاهرة على توثيق التعاون بشأن الملف الليبي”، مبيناً رغبة بلاده في “إجراء انتخابات حرة وشفافة في أسرع وقت ممكن في ليبيا”.
تعيين السفراء
كما أوضح الوزير التركي أنه تناول مع شكري ملف تعيين السفراء بين البلدين، وسجل الجانبان خطوات ملموسة في هذا الموضوع، معرباً عن إرادة بلاده بـ”ملء الصفحة الجديدة التي فتحناها مع مصر بمشاريع مشتركة وقصص نجاح”.
ولفت جاويش أوغلو إلى أن “حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 10 مليار دولار ويمكن أن نصل على المدى القصير إلى 15 مليار دولار”، مشدداً على أهمية “استغلال ميزة أن البلدين يملكان مقومات سياحية كبيرة في تطوير العلاقات الثنائية بين أنقرة والقاهرة”.
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن “أنقرة تعمل على تطوير علاقاتنا في مجال الطاقة في مصر ونحفز الشركات التركية للقيام بالاستثمار في هذا المجال”.
المصدر: الشرق