تتواصل جهود فرق الإطفاء في شمال المغرب للسيطرة على حريق نشب بجبل أكمسان قرب مدينة باب برد (شمال)، حيث التهمت ألسنة النيران مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي.
وحسب مصدر محلي، فإنه رغم المجهودات الميدانية لعناصر الوقاية المدنية والتدخلات الجوية، لم تتم السيطرة على ألسنة النيران الملتهبة بسبب هبوب الرياح القوية على المنطقة على مقربة من مدينة شفشاون.
وأفاد المصدر نفسه، أنه بمجرد ما ذاع خبر الحريق، هرعت إلى عين المكان فرق الإطفاء وعدد من رجال السلطة والدرك الملكي والقوات الجوية، من أجل إخماد الحريق الذي ساهمت الرياح في انتشاره على نطاق واسع.
وفي هذا الصدد، قال سعيد بن جيرة، المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة طنجة والريف في حديث مع “موقع سكاي نيوز عربية”، أن جهود فرق التدخل مستمرة للسيطرة على الحريق منذ الجمعة.
وأضاف بن جيرة، أنه من أجل السيطرة على الحريق تمت الاستعانة بثلاث طائرات كنادير، التابعة للقوات الملكية الجوية، وأيضا عناصر القوات الملكية المسلحة البرية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الجوية والوقاية المدنية والدرك الملكي، والمياه والغابات والسلطات المحلية، مشيرا إلى أن السكان المجاورين للغابة تطوعوا لإخماد النيران.
وقال المسؤول نفسه: “إن أسباب الحريق ما زالت مجهولة، إلا أن هبوب الرياح القوية التي تشهده منطقة الشمال خلال الفترة الحالية، ساهم في تأجج النيران وامتدادها إلى أماكن أخرى من الغابة، كما صعبت من تحويط الحريق “.
وأشار المصدر ذاته، أن من بين الأسباب أيضا التي ساهمت في استمرار الحريق، إلى موجة الجفاف التي تشهدها المنطقة ووجود أرض يابسة.
وزاد بن جيرة، قائلا: “الحريق لم يخلف خسائر بشرية، لأن من الأولويات كان لا بد من منع انتشار النيران نحو المناطق المأهولة بالسكان والقريبة من الغابة.
الحريق يثقل كاهل الميزانية العامة
ومن جهته، قال إدريس عدة، الكاتب العام للنقابة الوطنية للمياه والغابات في اتصال مع “سكاي نيوز عربية”: نتابع بقلق تطورات الحريق الذي شب ليلة الخميس الجمعة الماضيين، ولازال متواصلا إلى يومنا هذا في منطقة غابوية تقع في إقليم شفشاون.
وأضاف عدة، أن الحريق انتشر في مواقع متفرقة بين منطقتي باب برد وتافيرا، منوها بالجهود التي تبذلها فرق الإطفاء المكونة من أساسا من الغابويين وباقي فرق الاطفاء المختصة.
وتأسف النقابي نفسه، عن احتراق أكثر من 100 هكتار وهي خسائر يقول ليست نهائية، ويدق ناقوس الخطر، لا سيما في موسم جاف، مما يستدعي مزيدا من التعبئة واليقظة وتوفير الآليات والمعدات والموارد البشرية الكافية استعدادا لمواجهة هذه الآفة، التي تعصف بجهود عشرات الأجيال المهتمة بتنمية وحماية ثرواتنا الغابوية، وتهدد بحرمان الأجيال اللاحقة من الاستفادة من الموروث الغابوي، ناهيك عما تخلفه من خسائر مادية كبيرة تثقل كاهل الميزانية العامة.
وطالب عدة جهات مختصة بفتح تحقيق معمق حول أسباب هذه الحرائق ومبررات تكرارها خصوصا في هذه المناطق، وحول وجود مجال للفعل الجرمي العمد، والضرب بيد من حديد على أيدي من تبت تورطهم في هذه الجرائم، مشددا على وجوب حماية الغابويين العاملين في الميدان وتأمينهم أمام هذه المخاطر وتحفيزهم مقابل الخدمات الجليلة التي يقدمونها في حماية الغابات.
وأما الخبير في مجال البيئة محمد بن عبو فأكد في اتصال مع “سكاي نيوز عربية”، أنه تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام القليلة الماضية واشتداد قوة الرياح التي فاقت المائة كيلومتر في الساعة اندلع الحريق المهول بإحدى بغابات بإقليم شفشاون مخلفا خسائر مادية بعدما التهمت ألسنة النيران العشرات من الهكتارات الغابوية.
يشار إلى أن المغرب اقتنى 3 طائرات كنادير جديدة بكلفة مالية تقدر بمليار و200 مليون درهم سنة 2023، لتعزيز الأسطول الجوي للكنادير المكون حاليا من 5 طائرات، حسب ما أعلنه عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، خلال تقديمه، أخيرا، لعرض حول مشروع ميزانية إدارة الدفاع الوطني برسم سنة 2023، وذلك للتصدي لحرائق الغابات.
المصدر: سكاي نيوز عربية