رايت رايتس

بعد نفي أمريكا…روسيا تؤكد عزمها نشر أسلحة تكتيكية في بيلاروس

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 7 دقيقة قراءة
7 دقيقة قراءة
فيلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي

أكدت روسيا، الاثنين، أنها لن تغير خططها بشأن نشر أسلحة نووية “تكتيكية” في بيلاروس، رغم الانتقادات الغربية الشديدة التي أثارتها، فيما قلل مسؤولون أميركيون وأوروبيون من خطورة تلك الخطوة واعتبروها محاولة روسية للتغطية على خسائرها في أوكرانيا.

- مساحة اعلانية-

وصرح المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الاثنين، للصحافيين، قائلاً “بالطبع، إن ردود فعل كهذه لا يمكن أن يكون لها تأثير على خطط روسيا”.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، أنه حصل على موافقة مينسك لنشر أسلحة نووية “تكتيكية” في الدولة المجاورة، التي يقودها أقرب حلفائه ألكسندر لوكاشينكو منذ عام 1994.

- مساحة اعلانية-

وأوضح بوتين أن التحضيرات ستبدأ اعتباراً من الشهر المقبل لنشر هذه الأسلحة.

وأثار الإعلان انتقادات شديدة من القوى الغربية، فندد حلف شمال الأطلسي بـ”خطاب خطر وغير مسؤول” من جانب روسيا، فيما توعد الاتحاد الأوروبي مينسك بعقوبات جديدة في حال نفذت الخطة.

من جهتها، أدانت الولايات المتحدة، الإعلان الروسي، لكنّها جدّدت التأكيد على عدم وجود أيّ سبب يدعوها للاعتقاد بأنّ روسيا تتهيّأ لاستخدام سلاح نووي.

- مساحة اعلانية-

ليس قريباً

وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون، إن بوتين لا ينوي نقل أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروس قريباً، وفق ما نقلته مجلة “بوليتيكو” الأميركية عن ثلاثة مسؤولين كبار شاركوا في المحادثات الدبلوماسية بشأن التهديد الأخير لموسكو بنقل أسلحة إلى مينسك.

وأعلن بوتين، السبت، أنه يعتزم إرسال أسلحة ساحة المعركة عبر الحدود لتخزينها في منشأة قيد الإنشاء وستكون جاهزة في يوليو، وفي حال حدوث ذلك ستكون المرة الأولى التي توجد فيها أسلحة نووية روسية خارج البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي.

ولم يوضح بوتين متى ينوي إرسال الأسلحة، لكن المسؤولين الغربيين قالوا إنه ليس لديهم أي دليل يشير إلى أن بوتين سيمضي قدماً في إرسال الشحنات في المستقبل القريب.

وقال المسؤولون إن الرئيس الروسي وجه تهديداً على ما يبدو لمحاولة إثارة الأوكرانيين، و”صرف الانتباه عن خسائر الكرملين في ساحة المعركة”.

واستند المسؤولون إلى أنهم لم يروا أي مؤشر، مثل صور الأقمار الصناعية أو معلومات استخباراتية أخرى، يُظهر أن روسيا تمضي قدماً في خطة فورية لنشر أسلحة نووية. ورفض المسؤولون الكشف عن هوياتهم، بهدف التحدث بحرية عن قضية أمن قومي حساسة.

وأدلى منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الاثنين، بتصريحات مماثلة للصحفيين، إذ قال “لم نشهد أي حركة لأي أسلحة نووية تكتيكية أو أي شيء من هذا النوع منذ هذا الإعلان، وبالتأكيد لم نر أي مؤشر على أن بوتين قد اتخذ نوعاً من القرار باستخدام أسلحة الدمار الشامل، ناهيك عن الأسلحة النووية داخل أوكرانيا”.

وأكد أحد المسؤولين الغربيين أنه “من المرجح أن تستمر الحرب لأسابيع إن لم يكن لشهور”. وقال ذلك المسؤول إن تهديدات بوتين بشأن إرسال أسلحة نووية إلى بيلاروس “تهدف إلى تشتيت الانتباه عن إخفاقات روسيا في ساحة المعركة”.

وقال مستشار بوزارة الدفاع الأوكرانية إن أجهزة المخابرات في البلاد تراقب أنشطة موسكو عن كثب، لكنه قال إن القوات الأوكرانية ستواصل تركيز جهودها على مواجهة القوات الروسية في الجزء الشرقي من البلاد.

ولم يستبعد المسؤولون الغربيون تماماً احتمال أن يلجأ بوتين ليس فقط إلى إرسال أسلحة نووية إلى بيلاروس، ولكن أيضاً استخدام هذه الأسلحة إذا استمرت قواته في التراجع.

ووصف أحد المسؤولين الأوروبيين رد فعل مسؤولي الأمن القومي في بلادهم بأنه “هادئ”. وقال المسؤول: “ينظر إليه على أنه تكتيك تخويف آخر من جانب بوتين”.

خطاب تهديدي

المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، وصف الإعلان الروسي بأنه “أحدث مثال على الخطاب التهديدي النووي غير المسؤول”، من جانب روسيا.

وتابع “لم يشر أي بلد آخر إلى احتمال استخدام السلاح النووي في هذا النزاع”، مذكّراً بأنّ “ما من بلد هدّد روسيا” أو “الرئيس بوتين”.

وطالبت أوكرانيا من جهتها، الأحد، باجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للتصدي لـ”الابتزاز النووي” الذي اتهمت روسيا بممارسته.

ولم تشارك بيلاروس مباشرة في الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أنها سمحت لموسكو بشن هجومها من أراضيها على كييف العام الماضي، بحسب السلطات الأوكرانية.

وبرر بوتين قراره، السبت، بنية بريطانيا إرسال ذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، وفق تصريحات صدرت مؤخراً عن مسؤولة بريطانية.

لكن الناتو رفض هذه المقاربة، وقالت الناطقة باسم الحلف أونا لونجيسكو، إن “إشارة روسيا إلى شراكة الناتو النووية مضللة تماماً، يتصرف حلفاء الناتو باحترام كامل لالتزاماتهم الدولية”.

وقارن بوتين، الخطوة بنشر الولايات المتحدة، أسلحة نووية في أراضي حلفاء أوروبيين.

ووجه مسؤولون في روسيا مراراً تهديدات مبطنة باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، في حال حصول تصعيد كبير في النزاع.

وفي وقت سابق، الاثنين، حذر سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، من التشكيك في قدرات روسيا النووية وأكد قدرتها على تدمير أي عدو يهدد وجودها بما في ذلك الولايات المتحدة، فيما قال الكرملين إنه لن يغير خططه القاضية بنشر أسلحة نووية “تكتيكية” في بيلاروس، رغم الانتقادات الغربية الشديدة.

وقال نيكولاي باتروشيف إن “تقييمات السياسيين الأميركيين القائلة إن الاتحاد الروسي لن يكون قادراً على الرد على ضربة نووية وقائية من الولايات المتحدة، قصيرة النظر وخطيرة وغبية”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية “تاس”.

وأضاف باتروشيف، أن روسيا لديها أسلحة “حديثة، قادرة على تدمير أي خصم، بما في ذلك الولايات المتحدة”.

تحذيرات أوروبية

وحث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بيلاروس، على عدم نشر أسلحة نووية روسية على أراضيها، متوقعاً أن تواجه مزيداً من العقوبات إذا فعلت ذلك.

واعتبر بوريل في تغريدة على تويتر، أن استضافة بيلاروس لأسلحة نووية روسية سيعني “تصعيداً غير مسؤول وتهديدا للأمن الأوروبي”، مشيراً إلى أن مينسك “بمقدورها إيقاف ذلك.. هذا خيارها، والاتحاد الأوروبي على استعداد للرد بفرض مزيد من العقوبات”.

وتحدثت روسيا سابقاً عن محاولات نسبتها إلى أوكرانيا لتفجير “قنبلة قذرة”، ما استدعى نفياً قوياً من أوكرانيا وتأنيباً حاداً من الولايات المتحدة التي أجرت اتصالاً نادراً مع موسكو للتحذير من استخدام أسلحة نووية.

وأظهرت مراجعة أخيرة لموقف الولايات المتحدة طلبها الرئيس جو بايدن، أن الأسلحة النووية يجب أن تستخدم فقط في “الظروف القصوى”.

ولا تنص العقيدة النووية الروسية على الاستخدام الوقائي من قبل روسيا للسلاح النووي، إنما فقط الرد على هجوم ضدها أو على حلفائها أو في حال وجود “تهديد لوجود الدولة”.

المصدر: الشرق

شارك هذه المقالة
ترك تقييم