رايت رايتس

نظرة داخل “سفن الأشباح” المنسية في أعماق بحر البلطيق

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 3 دقيقة قراءة
3 دقيقة قراءة

يمارس الغواصان جوناس دام وكارل دوغلاس، الغوص في المياه الجليديّة المحيطة بالدّول الاسكندنافيّة. ويبحث كلاهما عن السّفن المفقودة في المحيط، والتي يُشيران إليها بـ “سفن الأشباح” في بحر البلطيق.

- مساحة اعلانية-

ويُعتبر دام ودوغلاس من عشّاق التّاريخ، وكرّس الصديقان فترة 25 عامًا من حياتها تقريبًا للبحث عن الحطام.

وأثناء الغطس، يلتقط دام صورًا مخيفة، والتي تُظهر مزيجًا من قطع الأثاث السليمة في السّفن، والمنحوتات الجداريّة الداخليّة المفصّلة، وغيرها من المشاهد في قاع البحر.

- مساحة اعلانية-

ويقضي الصديقان أيضًا ساعات في قراءة الكتب والقيام بالأبحاث عن تاريخ حطام السّفن.

وتظهر مجموعة مختارة من صور دام وخواطر دوغلاس المكتوبة في كتاب بعنوان “Ghost Ships of the Baltic Sea” من دار النّشر السويديّة “Bokförlaget Max Ström”.

وكان بحر البلطيق مركزًا لأنشطة الملاحة البحريّة لعدّة قرون، من التّجارة إلى النّزاعات البحريّة، ويعني ذلك وجود العديد من السّفن التي غرقت بين الأمواج.

- مساحة اعلانية-

وذكر دوغلاس في الكتاب أنّ هناك “عشرات الآلاف من قطع الحطام التابعة للسّفن السليمة التي لم تضرّر من كل عصر”، والمغمورة في أعماق مياه بحر البلطيق.

وأكّد دام لـCNN: “لا يزال هناك الكثير (من السفن) التي لم يتم العثور عليها بعد”.

وأوضح دوغلاس أنّ الثروة الكامنة لبحر البلطيق بفضل حطام السفن المحفوظة جيدًا تجعله وجهة لـ “أفضل (تجارب) الغوص في العالم”.

وفي الكتاب، أشار دوغلاس إلى كيفيّة استغلال الغواصين الظّلام لصالحهم، موضحًا أنّ “تحقيق التّوازن بين الضّوء الطّبيعي من السطح مع المصابيح الكهربائيّة، وتغطية أكبر قدر ممكن من موقع الحطام هو الهدف”.

ويعمل دام، الذي يستخدم كاميرات من طراز “نيكون D850” و”فوجي فيلم GFX 100s”، مع غواصين آخرين للاستفادة من الوقت الذي يقضونه تحت سطح البحر لأقصى درجة.

وشرح المصوّر قائلاً: “لالتقاط الصّور الكبيرة بزاوية عريضة، يتواجد في بعض الأحيان اثنان إلى ثلاثة من الغواصين الذين يعملون معًا، ويمكنني عادةً التّعامل مع الصّور المقرّبة بنفسي”.

وإلى جانب الضّوء، هناك تحدّيات أخرى ترتبط بتصوير حطام السفن، مثل حرارة المياه الباردة وصعوبة الرّؤية.

ويُشكّل العمق تحديًا أيضًا، ويعني ذلك عدم تمكنّ دام ودوغلاس من البقاء لفترة طويلة مع فريقهما. وتقع السّفن المذكورة في الكتاب على عمق يصل إلى 110 أمتار تحت سطح البحر.

ويخُطّط دوغلاس ودام للقيام برّحلات استكشافيّة إلى مواقع معيّنة لرؤية سفن مُحدّدة.

ويتلقّى كلاهما نصائح من الصيّادين المحليّين، كما أنّهما يسيران على خطى غواصين آخرين في أوقاتٍ أخرى.

ولكن في بعض الأحيان “يظهر حطام سفينة بشكلٍ شبه عشوائي على مسبار الصّدى الخاص بنا”، بحسب ما ذكره دوغلاس في الكتاب.

ويحب دام ودوغلاس قضاء الوقت في البحث عن تاريخ هذه الاكتشافات، وخاصةً عند مصادفتهما سفنًا مجهولة بقصصٍ غير معروفة.

ويحرص دام ودوغلاس على عدم إتلاف حطام السّفن أثناء عمليّات الاستكشاف.

وأفاد دوغلاس في الكتاب أنّ الحطام “يمثّل في الكثير من الحالات كوارث فقد فيها الأشخاص حياتهم في ظل ظروف مروّعة”، مضيفًا: “نزور هذه المواقع باحترامٍ كبير، ونقوم بذلك لتكريم الضّحايا وسرد ما حدث”.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم