رايت رايتس

رهان دبي  الفاخر “فندق أتلانتس ذا رويال” بسعر يصل إلى 100 ألف دولار لليلة

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة

في نوفمبر 2008، أُفتتح فندق أتلانتس الأول في دبي، وسط حفل صاخب حضره الضيوف من كافة أنحاء العالم، وتضمن عرضاً للألعاب النارية بتكلفة 5 ملايين دولار، قدمت خلاله نجمة البوب، كايلي مينوغ عرضاً مميزاً.

- مساحة اعلانية-

لكن عقب مرور 12 شهراً، أعلنت الإمارة أنها على وشك التخلف عن سداد ديون متراكمة لتمويل جهود تحويل المدينة لتصبح مركزاً للأعمال والتجارة.

والآن بعد مرور 14 عاماً، وبنهاية الأسبوع افتتح فندق أتلانتس ذا رويال، الذي يقع بالقرب من المنتجع الرئيسي بمسافة يمكن قطعها سيراً على الأقدام، في حفل يغلب عليه البذخ في الإنفاق بشكل كبير، مع تقديم النجمة بيونسيه عرضاً أمام جمهور يضم شخصيات رفيعة، مقابل 24 مليون دولار، حيث الألعاب النارية تضيء سماء جزيرة نخلة جميرا الشهيرة، المصممة على شكل شجرة اصطناعية تشتهر بها المدينة.

- مساحة اعلانية-

تأمل دبي وشركة “كيرزنر إنترناشونال” (Kerzner International) ألا يمثل افتتاح الفندق الفاخر للغاية، الذي تكلف بناؤه نحو 1.5 مليار دولار، ذروة ازدهار الإمارة، التي تزايد دورها منذ الظهور كملاذ آمن خلال الوباء، وللهاربين من حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي بأماكن أخرى حول العالم.

قالت مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين لدى بنك “أبوظبي التجاري”: “تتمتع دبي اليوم بوضع أقوى بكثير مما كانت عليه في 2009، وسط تشديد على سوق العقارات، بعدما طبقت الإمارات لوائح للحد من المخاطر النظامية بالقطاع وكذلك قطاع السياحة الأوسع، مع سعي مزيد من الناس حول العالم لزيارة دبي عقب نجاحها في التعامل القوي مع الوباء”.

حوض قناديل البحر

- مساحة اعلانية-

لا يعكس البذخ في الإنفاق على المنتجع أية مخاوف بشأن توقيت الافتتاح، حيث يبدو تصميم الفندق مثل كتل ليغو متداخلة، ويضم 44 جناحاً لكل واحد منها أحواض سباحة ممتدة، إضافة إلى جناح مستقل في الطابق 22، كما يضم عرضاً لنافورة تطلق النيران، ومطاعم لطهاة مشهورين، وأكبر حوض مائي لقناديل البحر في العالم. وبالفعل تم حجز 231 وحدة فارهة في المبنى.

تبلغ تكلفة الإقامة في الغرفة بالفندق لليلة واحدة 1000 دولار، كما يضم الفندق أيضاً أكثر من 100 جناح خاص، وتبلغ تكلفة الإقامة في الجناح العلوي 100 ألف دولار في الليلة.

قال فيليب زوبير، الرئيس التنفيذي لشركة “كريزنر إنترناشيونال” في مقابلة من بهو الفندق، الذي يضم تمثالاً فضياً ضخماً، وتحيط بجوانبه أحواض الأسماك الممتدة من الأرض إلى السقف: “متفائلون للغاية بشأن أداء قطاع الرفاهية والسفر، ونؤمن بآفاق النمو وعدم التراجع، كذلك نتفهم ما قد يواجهه السوق من ركود وينتظره من تحديات، لكن الرغبة في السفر والتجمع وقضاء إجازات فريدة، لن يتوقف”.

يتزامن افتتاح فندق أتلانتس ذا رويال مع استفادة دبي من تدفق زوار جدد للمدينة، من بينهم الروس، الذين يتطلعون لحماية ثرواتهم، والمستثمرون الإسرائيليون من المليونيرات ومديري صناديق التحوط، عقب تخفيف المدينة القيود الاجتماعية، وتحرير القوانين لتعزيز مكانتها كمركز بارز للأعمال في المنطقة، ما نتج عنه تسجيل أكبر وتيرة ازدهار للإسكان الفاخر حول العالم، كما شهدت المدينة عاماً قياسياً على صعيد أسعار الوحدات السكنية وعدد الصفقات.

قالت هيلين تاثام، رئيسة مبيعات وتأجير العقارات السكنية الفاخرة في شركة “سافيلس” (Savills Plc) للوساطة العقارية: “لا نملك بلورة سحرية لاستكشاف المستقبل، لكننا نرى التغير الذي شهدته دبي منذ الأزمة المالية في 2008، وأن الأمر أصبح مختلفاً تماماً، والتغييرات ليست عابرة، كما لا أعتقد أن لديها المرونة الكافية لمجابهة الركود، الذي قد يتسبب في بعض التقلبات بالسوق، لكن رد الفعل في دبي لن يكون مثلما حدث في 2008”.

التحول المذهل

كان التحول مذهلاً، فمنذ انهيار سوق العقارات بالمدينة قبل ما يزيد عن عقد عقب انتهاء طفرة البناء وارتفاع الأسعار الذي توقف فجأة، أصبح العديد من الأفراد ومديري الأموال غير قادرين على استرداد أموالهم، وركزت الإمارة على تفادي الإفلاس بفضل خطة إنقاذ بقيمة 20 مليار دولار قدمتها أبوظبي، الإمارة المجاورة الغنية بالنفط.

منذ ذلك الحين، طبقت دبي مجموعة إجراءات لضمان عدم تكرار الأزمة، وأعادت العديد من المؤسسات الحكومية هيكلة ديون بمليارات الدولارات مع البنوك، وجزئياً تكرر ذلك أكثر من مرة، كما باعت الإمارة حصصاً في شركات مملوكة للدولة لجمع الأموال والاستعداد لتحقيق أول فائض بالميزانية في 2019، عندما زادت النفقات التقديرية بوتيرة أقل من معدل نمو الإيرادات.

سعت السلطات إلى السيطرة على سوق العقارات من أجل الحد من المضاربين، وفرضت إجراءات لجذب المغتربين لتأسيس منزل والبقاء لفترة أطول، كما خففت قيوداً اجتماعية عديدة مثل السماح لغير المتزوجين بالعيش معاً، والانتقال إلى أسبوع عمل تمتد أيامه من الاثنين إلى الجمعة.

قال سكوت ليفرمور، كبير الاقتصاديين في أكسفورد إيكونوميكس الشرق الأوسط، إنه رغم عدم تحصن دبي ضد ارتفاع أسعار الفائدة واحتمالات الركود العالمي، فإنَّ “محركات النمو تتزايد على نطاق واسع، وبينما تثير مستويات ديونها بعض القلق، هناك اعتقاد بسهولة إدارتها في ظل ما تحققه من نمو قوي”.

المصدر: الشرق

شارك هذه المقالة
ترك تقييم