طالبت بوركينا فاسو القوات الفرنسية بمغادرة أراضيها في غضون شهر، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الوطنية، مساء أمس السبت.
وذكرت الوكالة أن حكومة بوركينا فاسو نددت، الأربعاء الماضي، بالاتفاق الذي ينظم منذ 2018 وجود القوات المسلحة الفرنسية على أراضيها.
وبحسب مصدر قريب من الحكومة، طلبت السلطات “مغادرة الجنود الفرنسيين في أسرع وقت ممكن”.
وقال المصدر، إن الأمر “لا يتعلق بقطع العلاقات مع فرنسا. الإخطار يتعلق فقط باتفاقات التعاون العسكري”.
ولطالما كانت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة موضع نزاع في بوركينا فاسو التي تعاني عنفاً متطرفاً، وشهدت انقلابين في 2022.
واعتبر رئيس الوزراء في بوركينا فاسو أبولينير يواكيم كييليم دو تامبيلا في نوفمبر (تشرين الثاني) أن “بعض الشركاء” الدوليين لبلده “لم يكونوا أوفياء دائماً” في مكافحة الجماعات المتطرفة.
وقال من دون أن يسمي دولاً محددة “كيف نفسر أن الإرهاب يفسد بلادنا منذ عام 2015 في جو من اللامبالاة، إن لم يكن بتواطؤ بعض من يسمون أنفسهم شركاءنا؟ ألم نكن حتى الآن ساذجين جداً في علاقاتنا مع شركائنا؟ لا شك في ذلك”.
وصرح رئيس الوزراء، السبت، في أعقاب لقائه السفير الروسي أليكسي سالتيكوف بأن “روسيا هي خيار عاقل في هذه الدينامية”، و”نعتقد أن شراكتنا يجب أن تتعزز”.
وخرجت تظاهرات عدة، كان آخرها، الجمعة الماضي، في واغادوغو للمطالبة بانسحاب فرنسا من هذا البلد الساحلي الذي يستضيف كتيبة من قرابة 400 من القوات الخاصة الفرنسية.
ونفت نائبة وزير الخارجية الفرنسي، الأسبوع الماضي، خلال زيارة إلى بوركينا فاسو اتهامات لباريس بالسعي إلى التدخل في مستعمرتها السابقة المضطربة.
وقالت خريسولا زخاروبولو إن فرنسا “لا تفرض شيئاً” على بوركينا فاسو. وأضافت “لم آت إلى هنا للتأثير في أي خيار أو قرار، لا أحد يمكنه إملاء خياراته على بوركينا”.
وترزح بوركينا فاسو، إحدى أفقر الدول في أفريقيا وأكثرها اضطراباً، تحت وطأة تمرد متطرفين اجتاحها من مالي المجاورة في 2015.
وقتل الآلاف وفر نحو مليوني شخص من منازلهم، ما تسبب بأزمة أمنية وإنسانية كانت العام الماضي سبباً في انقلابين. وأكثر من ثلث مساحة البلاد خارج سيطرة الدولة.
وتواجه فرنسا، الحليف التقليدي لدول الساحل الناطقة بالفرنسية، ضغوطاً متزايدة من منتقدين يتهمونها بممارسة استعمار جديد، ويطالبون بعلاقات أوثق مع موسكو.
في انقلاب الـ30 من سبتمبر (أيلول) الذي جاء بإبراهيم تراوري إلى السلطة، استهدفت تظاهرات غاضبة السفارة الفرنسية في واغادوغو رفع خلالها بعض المتظاهرين أعلاماً روسية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) أمرت السلطات العسكرية بتعليق بث إذاعة فرنسا الدولية، واتهمتها بنقل “رسالة ترهيب” منسوبة إلى “زعيم إرهابي”.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، أخيراً، إنها تلقت رسالة من السلطات العسكرية تطلب تغيير السفير لوك هالاد الذي أثار الاستياء إثر تقارير عن تدهور الوضع الأمني في بوركينا فاسو.
المصدر: إندبندنت العربية