أعلنت جامعة عين شمس ، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، نجاح فريق طبي مصري بإجراء أول عملية زراعة رئة في مصر لمريضة من متبرّعين أحياء. استغرق هذا الإنجاز الطبي على مستوى العالم العربي وإفريقيا شهورًا من التحضير، و14 ساعة داخل غرفة العمليات.
وأوضح رئيس الجامعة محمود المتيني، أنّ أكثر من 60 فردًا شاركوا في هذا “الإنجاز الطبي” الذي بلغت كلفته مليوني جنيه مصري، تحملتها جامعة عين شمس بالكامل.
وذكر الدكتور أحمد مصطفى، أستاذ جراحة الصدر في جامعة عين شمس، ومدير مشروع زراعة الرئة بالجامعة، الذي قاد الفريق الطبي بالتعاون مع خبير ياباني، أنّ المريضة التي تبلغ من العمر 28 عاماً، كانت تعاني من تليّف رئوي حاد، وارتفاع شديد في ضغط الشريان الرئوي.
وجاء في البيان أنّ سحر قصدت “عيادة زراعة الرئة بمستشفى عين شمس التخصصي في جامعة عين شمس، وخضعت للفحص الطبي بواسطة فريق زراعة الرئة، وتقرر إجراء عملية زراعة الرئة لها من متبرع حي، وذلك لعدم قدرة المريضة على الحياة من دون ذلك”.
ولفت البيان إلى أنّ شقيقي المريضة، أحدهما يصغرها بعامين والآخر يكبرها بعامين، تبرّعا لها فورًا بفص من رئتيهما، وبعد إجراء الفحوص اللازمة وتحاليل التوافق النسيجي، تبيّن أنّ لديهما القدرة على الإقدام على ذلك.
وبعد استشارة الخبير الياباني، هيروشى داتيه، تقرر إجراء العملية الأربعاء الماضي بتاريخ 14 ديسمبر/ كانون الأول 2022.
وبحسب بيان نشرته جامعة عين شمس عبر موقعها الإلكتروني، كان الشقيق الأكبر للمريضة، كامل، ذكر في مداخلة له على إحدى القنوات المصرية، أنّ شقيقته، وتدعى سحر، كانت تعاني منذ فترة طويلة من الفشل التنفسي، وتعيش على أجهزة الأكسجين، وباتت تعتمد على جهازين في وقت واحد، ولم يفلحا بعلاج حالتها.
وأشار إلى أنه لم يكن هناك خيارات أخرى لإنقاذ حياة شقيقته، وأنّ “الأطباء كانوا يتحدثون معنا بشفافية وأخبرونا بالفرص والتحديات، ولم أخف (من التبرّع) لأن حالتها كانت صعبة، والتبرّع يهون في سبيلها، المهم أن تتعافى وأنا أتماثل للتعافي حاليًا”.
واستغرقت الجراحة، التي أجريت داخل 3 غرف عمليات بالتوازي، حوالي 14 ساعة، بحضور فريق طبي من تخصّصات طبية مختلفة بينها، أطباء أمراض صدر، وجراحة صدر، وتخدير، والقلب والأوعية الدموية.
وبحسب البيان، تم توصيل المريضة على جهاز “الإيكمو” أي الإرواء الصناعي، ثم نُقل الفص السفلي من الرئة اليمنى للمتبرع الأول، أي الشقيق الأكبر للمريضة، وزُرع مكان الرئة اليمنى للمريضة، ونُقل الفص السفلي من الرئة اليسرى للمتبرع الثاني، أي الشقيق الأصغر للمريضة، وزُرع مكان الرئة اليسرى لها.
وخرجت المريضة من غرفة العمليات إلى الرعاية المركزة على جهاز “الإيكمو”، وأجهزة متابعة العلامات الحيوية، وأدوية مدعمة لعضلة القلب، وتخضع للمتابعة لحظة بلحظة، وتُجرى الفحوص الدورية لها لمتابعة علاماتها الحيوية.
واستعادت المريضة وعيها، ويتوقع استمرار بقائها في الرعاية المركزة لمدة أسبوعين تحت المراقبة الطبية المركزة.
والجدير بالذكر أن الاستعداد لأول عملية زراعة رئة في مصر بدأ منذ 4 سنوات، من خلال إرسال فريق طبي إلى اليابان بهدف التدريب، والذي عاد مطلع يناير/ كانون الثاني 2020 قبيل بدء جائحة كورونا، بحسب البيان.
وأكد البيان أن مصر تعتبر أول دولة عربية وإفريقية تقوم بعملية زرع أعضاء من متبرعين أحياء بعد اليابان، حيث جرت العادة أن يتم التبرّع من متوفين حديثًا.