شهدت العاصمة الأرجنتينية، بوينس أيرس، احتفالات عارمة بعد فوز المنتخب بكأس العالم لكرة القدم،لكن على الرغم من وهج النصر في مباراة نهائية مشوقة ضد فرنسا، يلقي الواقع الاقتصادي المرير بظلال قاتمة على الأرجنتين، مع ارتفاع التضخم لنحو مئة بالمئة والقيود الشديدة على حركة رأس المال وبلوغ الفقر نحو 40 بالمئة وفي وقت يلوح فيه شبح الخوف من مغبة التخلف عن سداد الديون.
وأدى فوز الأرجنتين المدوي، وهو الأول منذ أن رفع دييجو مارادونا الكأس عام 1986، إلى نزول الملايين إلى الشوارع لتشجيع المنتخب الوطني بقيادة النجم ليونيل ميسي كنوع من التنفيس عن الإحباط من زعماء فشلوا في السير بالاقتصاد على الطريق الصحيح لسنوات.
فقد سجلت الدولة، التي كانت ذات يوم واحدة من أغنى دول العالم، تضخما سنويا بلغ 92.4 بالمئة في نوفمبر ومعدل فائدة قياسيا بلغ 75 في المئة.
وتتفاقم قضايا طباعة النقد والمغالاة في القيمة المرتفعة للبيزو وانخفاض الاحتياطيات الأجنبية.
ويشعر المستثمرون بالقلق من أن وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا الذي عُين لإصلاح الأمور في أغسطس لا يقوم بإصلاحات كافية وسط ترقب انتخابات عامة في أواخر العام المقبل تخشى الحكومة خسارتها.
وتوصلت ورقة بحثية من جامعة سري البريطانية إلى أن الفوز بكأس العالم يمكنه إعطاء دفعة صغيرة لاقتصاد أي بلد في الأشهر التالية للفوز مما يساعد على زيادة الصادرات.
وعلى المدى القصير، قد يعطي أيضا دفعة للرئيس اليساري ألبرتو فرنانديز. فقد تراجعت شعبيته بسبب تأثير جائحة كوفيد-19 والمشكلات الاقتصادية، على الرغم من إبرام صفقة جديدة بقيمة 44 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي هذا العام.
المصدر : “سكاي نيوز عربية”